(0) في بدايات انتصارات ثورة ديسمبر المباركة، كانوا يشعرون بالخجل الشديد، والحرج الذي لا حدود له، وكانوا يتوارون من الناس، من سوء أعمالهم، ويسألون أنفسهم هل يمسكونها على هوان وذلة، أم يدسونها تحت التراب؟، فما أعظم جرائمهم، وما أكبر ذنوبهم التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني، وفي حق الوطن السودان، بل رأينا بعضهم ينكر انتمائه القديم للاسلامويين، ويتنصل عن بيعاته العديدة، وكل ما يتمناه أن يعود مواطناً صالحاً، وان يختم حياته بصالح التوبة والاستغفار.
(2) ولكن رويدا رويدا، بدأوا في التأقلم مع الوضع الثوري الجديد، وصاروا يكافحون من أجل أن يكون لهم موطئ قدم في الثورة التي أطاحت بنظام المخلوع، ورائد مشروعهم الحضاري، وتناسوا وتجاهلوا أيام الخجل والحرج والحياء الاولى.
(3) كنت أحدثكم عن الكيزان والمتكوزنين، الذين هبت ثورة ديسمبر المباركة، من أجل اجتثاث شجرتهم الملعونة بالسودان، وبعضهم اليوم يريد توسيع قاعدة المشاركة، وبعضهم فر من البلاد، خوفاً مما كسبت أيديهم، وحفاظاً على ما نهبه واختلسه من موارد الوطن، ومن منفاهم الاختياري، صاروا يسددون سهامهم المسمومة، تجاه ثورة ديسمبر.
(4) وهنا دعونا نحدثكم عن نوع غريب من المتكوزنين، او (الكوز بالتجنس، وهو كل مشارك المخلوع حتى أيامه الأخيرة، مؤيداً شعار تقعد بس، والمخلوع هو الضامن لانتخابات حرة ونزيهة) وافضل (عينة) السيد عبدالله مسار، رئيس فرع من فروع حزب الأمة، حيث أرسل رسالة تأييد ومناصرة، وأيضاً رسالة تهديد، حيث قال لقائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان (ماتتراجع، والله تتراجع نسقطك، والشعب السوداني معك، اربعين مليون سوداني معك)، ولكن مضى فرعون، وبقى المتفرعن، وبقى هامان واشباهه.
(5) وعينة أخرى، فكرت في وسيلة ما، تحاول عبرها، انقاذ مايمكن انقاذه، وحفظ ماء وجه الانقلاب وقادته، فاعادت انتاج مايسمونه الزحف الاخضر، ف(شحدوا) الحشود، واستنفروا موارد الدولة، عل وعسى تخرج لهم موكباً، تتحدث به الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وماعلموا أن الفرق واضح وجلي، بين مواكب هادرة لها قضية ولها غاية، وتخرج طواعية، مواكب نظر الاعمى الى عظمتها، وأسمعت هتافاتها من به صمم، وبين (مويكب) أتوا بهم او (جابوهم باللواري والبصات والحافلات)، ووفروا لهم (الوجبات الدسمة والتحلية موز)!!فذاك الموكب، له قضية لن يتراجع عنها حتى تصل لغاياتها، وهذا(المويكب) له حاجة في نفسه، قضاها، ثم انصرف، والفرق بين الموكب والمويكب، كالفرق بين الكوكب، والكويكب، واللهم أحفظ السودان، وأحفظ ثورة ديسمبر المباركة، وفك أسر الشيخ ادم ابراهيم الشين، وكل من قال كلمة حق في وجه سلطان أو حاكم جائر.