وصف رئيس حركة العدل والمساواة الذي يحمل صفة وزير المالية ( الدائم ) في الحكومة (المحلولة) بقيادة رئيس مجلس الوزراء (المستقيل) الدكتور جبريل إبراهيم وصف خطوة استقالة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بالمؤسفة، معتبرًا أنها “محنة”، وقال إن الحكومة الانتقالية تعاملت مع كافة التحديات، موضحا أن الحكومة الانتقالية واجهت تحديات جساما أهمها العزلة الدولية والديون.
ودعا وزير المالية جبريل إبراهيم، في تغريدة له القوى السياسية إلى لمّ الشمل للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
ولم يكن جبريل ايراهيم صادقا في مشاعر الأسف الذي تحدث عنه بعد رحيل رئيس مجلس الوزراء لأن جبريل كان واحداً من اهم العقبات التي اعترضت مسيرة رئيس مجلس الوزراء ووضعت أمامه المتاريس والعراقيل ، وهو الوزير الذي خرج ضد حكومته وحشد لها الجماهير الغفيرة امام بوابة مجلس الوزراء لتهتف وتطالب برحيلها ، جبريل هو واحد من قادة ومهندسي اعتصام القصر الذي كان عتبة العبور الزائفة التي خدعت قادة الانقلاب ومهدت لهم الطريق الي الهاوية ، حتى عندما تم اعتقال اغلب وزراء حمدوك كان جبريل يتمتع بحريته ويشغل منصبه وكأن شي لم يكن .
ويفوت على جبريل ان الشعب السوداني كان على علم ودراية بالقطيعة التي حدثت بين رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك وبينه ، وتلك الخلافات التي حدثت اكثر من مرة بمجلس الوزراء بينه وحمدوك والتي دفعت الاخير لمخاطبة المكون العسكري ان في حكومة الكفاءات التي كان يعزم حمدوك تشكيلها يجب ان لايكون لجبريل نصيب فيها وكيف ارعد جبريل وأزبد متمسكا بمنصبه وباتفاقية جوبا التي اعطته حق المشاركة في الحكومة التنفيذية المشاركة التي حتى ان حُلت الحكومة يبقى جبريل في منصبه ، فكيف لك ان تحارب رجلاً بكل هذا الحجم وتأتي لتتحدث عن أسفك لرحيله .
وجبريل وحتى كتابة هذه الحروف تراوده الاحلام الوردية بمنصب رئيس مجلس الوزراء ليكون خلفا لهذا الذي يتأسف على رحيله ، لكن هل سأل جبريل نفسه اين تكمن المحنة التي يتحدث عنها وماهي اسبابها ، فمحنتنا اننا نحارب الاشخاص بقوة ليرحلوا وعند رحيلهم نتأسف عليهم بقوة أكبر، فالرجل بأسفه يدرك مؤخراً ان المعارك في ميادين الحكم قد تنتهي ولكن يبقى الخاسر هو الوطن
فمحنة الثورة وأسفها انها نادت وظلت تنادي بتحقيق السلام والعدالة ، لكنها لم تعش سلاما ولم ترى عدالة ، فالسلام الذي جاءت به الثورة كان اشبه بالطلقة التي قتلت شهيدا ، فالثورة التي قتل البرهان شبابها كان ثمة اكثر من قناص سياسي ، يحاول ان يقتل حلمها بالمعارك والمؤامرات في مكاتب الدولة ، الثورة لم تحتسب شهداء فقط بل احتسبت احياء مازالوا يرزقون ، احتسبت ضمائر لم تكن يقظه وتحينت الفرص لضربها من الخلف ، كانت ومازالت تحتسب اؤلئك الذين مازالوا يجعلون مصالحهم الضيقة فوق مصلحة الوطن
ليحتفظ جبريل ابراهيم بأسفه الذي يحاول ان يعبر به عن رحيل حمدوك ، فغياب الرجل كان خسارة تستحق الأسف بالرغم من كل الإخفاقات التي صاحبت فترة توليه المنصب ولكن لأن غيابه هو الذي يجعل احلام وأمنيات جبريل وإخوته في الميثاق الوطني تتسع لذلك نصف رحيله بالخسارة فهل هناك خسارة اكبر من ان يسيطر على المشهد فلول النظام البائد والمتسلقين امثال مسار وهجو وجبريل يعد ثورة عظيمة ادهشت العالم أجمع !!