تصريحات موغلة في الإستفزاز والغباء، صدرت من مستشار القائد العام للقوات المسلحة (الطاهر ابوهاجة)، تصريحات سخر منها مذيع قناة العربية وتبسمت لها زميلته في نشرة الأخبار.
ابوهاجة يواصل في هياجه الهستيري الذي ظهر به منذ يوم إنقلابهم المشئوم ليقول لنا وللعالم (إن إستمرار المظاهرات بطريقتها الحالية ما هي إلا إستنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد واهدار للطاقات والوقت فيما لا جدوى منه.
وأن المظاهرات لن توصل البلاد إلى حل سياسي، وأن التوافق الوطني والالتفاف حول قضايا البلاد العليا والحوار هو الطريق الأوحد نحو إستقرار السودان.
ويواصل حديثه في ذات الوقت بأن هنالك أيادي خفية تحاول جر البلاد نحو الفوضى وهي لا تريد لا إنتخابات ولا ديمقراطية، وإنما تريد فترة إنتقالية إلى ما لا نهاية مشيراً إلى أن هذه الجهات مرصودة ومعروفة ولن يُسمح لها بأن تجر البلاد إلى الهاوية وتطبيق مخططات الخراب التي نفذت فى دول أخرى وذلك لتقسيم السودان وتفتيته) إنتهى حديث المستشار المفلس وتبقى ما يلى حديثه من تناقضات واكاذيب.
مشكلة هذا الرجل المهزوم و المأزوم نفسيا انه ضعيف الاستيعاب، يعتقد في نفسه العبقرية والدهاء، ويفترض في الاخرين السذاجة والغباء، فالإستنزاف المادي والذهني والنفسي الذي يتحدث عنه، معنية به مؤسسته العسكرية التي تعودت على إهدار موارد ووقت الدولة بلا رحمة، والمتسبب فيه ايضا هم العملاء والخونة وبائعي ذممهم لسادتهم وأرباب نعمتهم، وبالتأكيد ليسوا هم اصحاب القضية من الحرائر والشباب الذي يتفجر وطنية وبسالة وشجاعة لا تتوفر في جنرالات الزمن الأغبر.
نذكر سعادة المستشار بأن الشباب الثائر ليس لديه ما يخسره في ظل وجود حكم شمولي يؤمن بأن الدوشكا هي الضامن الوحيد لبقاء قادته بعيدا عن حبل المشنقة، والوحيدة القادرة على منحهم الإحساس الكامل بالسيادة التي يفتقدونها ويستجدونها لدى الفلول والسواقط والهتيفة من الشراتي والعمد ومن يسمون أنفسهم بقيادات الادارات الأهلية، وهم بالأساس سماسرة أزمات.
الحل السياسي الذي يتحدث عنه المستشار المفلس، لم تكن له ضرورة من الأساس، لأن البحث عن الحلول ليس من اختصاصه فمشكلة السودان لن يحلها من افتعلها، كما وأن السودان ليس في حالة حرب حتى يسعى العساكر لحلها.
تحدث ابوهاجة بأن هناك من يسعى لجر البلاد إلى فوضى وتفتيتها إلى دويلات، والحقيقة هي ان عسسه وجنوده هم وقود هذه الفوضى ومشعلى شرارتها ولكن هيهات.
على السيد ابوهاجة ان يعي الدرس جيدا، ويقدم (نصيحته الأخيرة) لرئيسه بأن الوقت قد انتهى وعليه التنحي فورا، فلا مساحة لزمن إضافي بعد اليوم لهؤلاء الشباب لاضاعته في سجال عقيم معكم، لان المعركة باتت محسومة، ولم يتبق منها سوى اذاعة البيان رقم واحد.