بشفافية – حيدر المكاشفي
من ابن عوف الى عبد الفتاح..هل من تالي
التأزم المستعصي الناشب اليوم مابين ثوار ديسمبر وقادة انقلاب 25 اكتوبر الذي يتزعمه الجنرال عبد الفتاح البرهان، وعزم الثوار وتصميمهم على ازاحة الانقلاب وقادته، يعيد هذا التأزم والأفق المسدود للمشهد أحداث يوم 11 أبريل 2019، وكان اعتصام القيادة يومها في أوج عنفوانه، ففي ظهيرة ذاك اليوم أطل الفريق أول ركن عوض بن عوف من التلفزيون القومي معلنا اقتلاع رأس النظام عمر البشير، والانحياز للشعب في ثورته المجيدة، وجاء في بيان ابن عوف الذي قوبل ببهجة عارمة عمت أرجاء البلاد، وخرجت على اثره مسيرات حاشدة على مد البصر، تعبيرا عن فرحة الجماهير بازالة الكابوس، وكان ابن عوف وقتها يعتبر من رجال المخلوع المقربين، حيث كان يشغل منصبي النائب الأول للرئيس ووزير الدفاع، ولكنه رغم هذا القرب ورغم ما كان يجده من حظوة في النظام البائد، لم يجد مناصا غير ان ينحاز لخيار الجماهير الكاسحة، ويعلن اقتلاع النظام وقد فعل، ثم فعلها مرة أخرى في اليوم التالي مباشرة 12 أبريل 2019، فأطل ابن عوف مرة أخرى ليذيع على الملأ بيان تنحيه، استجابة وامتثالا لرغبة الثوار الذين رفضوا وجوده على رأس المجلس العسكري وبقية اعضائه، فأعلن في بيانه الثاني تنحيه استجابة لرغبة الشعب وتكليف الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري حيث جاء في بيانه الثاني (أعلن تنازلي عن منصبي وتعيين المفتش العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري). كما أعلن عن تنحي رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائبا لرئيس المجلس، مؤكدا حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد..
وقبل ابن عوف كان الفريق ابراهيم عبود الذي اطاحته ثورة اكتوبر 1964، تنحى عن السلطة التي كان يرأسها في انقلاب 17 نوفمبر 1958، واعلن تسليم السلطة للحكومة الانتقالية التي كونتها جبهة الهيئات، استجابة لضغط ورغبة الجماهير، ونسب له قوله عند رؤيته للحشود الضخمة الرافضة لحكومته، اذا كان كل هؤلاء لايرغبون في وجودي فلماذا أبقى، وذهب عزيزا مكرما..الشاهد في هذين المثالين لاثنين من أبناء القوات المسلحة العريقة بارثها وتقاليدها الراسخة، مثال الجنرالين ابراهيم عبود وعوض ابن عوف، أنهما أيا كان الرأي فيهما، ابديا انتماءا حقيقيا لهذا الشعب، وأكدا أنهما منه واليه، وأنهما رهن اشارته، وعندما قال لهما الشعب ارحلا، رحلا في هدؤ ودون جلبة و(جقليب) وضوضاء، وقتل وتعذيب واعتقال، فهل ياترى سيعلن عبد الفتاح البرهان وجنرالات المكون العسكري القائم بأمر الحكم اليوم، عن تنحيهم على طريقة عبود وابن عوف استجابة لرغبة الجماهير، علما بأن أوضاع البلاد الماثلة الآن، أكثر سؤا وقتامة مما كانت عليه في اكتوبر 1964، وأبريل 2019، أم أن بطن القوات المسلحة بطرانة، والبطن بطرانة مثل يقال عندما تلد الأم طفلين مختلفين في الشكل (لون، شعر، عيون) أو الطباع والسلوك والاخلاقيات، فيقولون تلدي الهادي المطيع، وتلدي العاق المستبد، وكلاهما خرج من بطن واحدة ورضع من ثدي واحد..
+++++
نود مشاركتكم لارسال النتيجة في بريد السيادي
استبيان ” الجريدة “ … هل يعني لكم قرار الفريق أول عبدالفتاح البرهان إعادة صلاحيات جهاز المخابرات العامة ومنحه وفقاً لحالة الطوارئ الحصانة وحق الاعتقال مزيدا من الاحتقان ونهاية حتمية لحكمه
الرابط