صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الناظر ترك يطالب بحل الحكومة وتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء..!

13

ماوراء الكلمات – طه مدثر

الناظر ترك يطالب بحل الحكومة وتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء..!

(0) من سخرية القدر، ان البشرية، قديماً وحديثاً، عاشت فيها شخصيات، ظنت بنفسها، أنها محور الكون، وان الشمس ماشرقت إلا لتحيتهم، وما أطل القمر، الا ليضيء لهم الطريق.

(1) وعلى سبيل المثال، ذلك الشاعر الكبير أبي العلاء المعري الذي (فكاها) في نفسه، وقال( اني وكنت الأخير زمان لات بما لم تستطعه الأوائل )، فتحدته إمرأة، قائلة له: الاوائل أتوا بثمانية وعشرين حرفا، فهل تستطيع اضافة حرف جديد؟ فبهت الذي افتخر، ثم جاء آخر، وزعم أن أهله سيفقدونه، اذا نزلت لهم نازلة أو حلت عليهم مصيبة أو جد جديدهم، بل وشبه نفسه بالقمر، وقال( في الليلة الظلماء يفتقد البدر)، وأزعم هنا أن أهله جد جديدهم، ولم يبحث عنه أحد، بل ربما قالوا في الليلة الظلماء تفتقد الكهرباء!! ثم جاء مرة أخرى، الاستاذ الفاضل أبو الطيب المتنبئ، (وفكاها في نفسه فكة بلا حدود) ، وقال مفاخر بنفسه (اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل)، وهنا دعنا نختلف معك يا أبا الطيب، فانه معلوم بالضرورة، انه لايوجد إنسان كامل، فالكمال لله وحده، فهل عندك شك في ذلك؟

(2) ثم دارت دهور وعقود، وجاء آخرون كثر، ومشوا على ذات درب التفاخر والتباهي، فيما لا فائدة منه، ولا طائل من ورائه، وانتهجوا ذات النهج، وجاءوا بذات السلوك، ، فهم يظنون أنهم فوق البشر، فهم يعتبرون أنفسهم، قادة وابطال، وان حواء لم تنجب أمثالهم.

(3) وفي واقعنا السوداني المعاصر، امثلة تسد النفس، وتسد قرص الشمس، ومعلوم بالضرورة، ان دول الترويكا، (النرويج، وبريطانيا وامريكا)أعلنت دعمها لحكومة حمدوك، دعت فيها القائمين بالاحتجاجات بشرق السودان، التواصل مع الحكومة في المركز والقبول بحلولها، مع اعتراف دول الترويكا، بأن مايجري بالسودان، شأن داخلي، وان الشرق قضايا عادلة يجب إيجاد حلول لها.

(4) وهنا صاح الناظر محمد الامين ترك، ناظر نظارات البجا، والعموديات المستقلة، وقال، ان دول الترويكا، كان (مفروض وحقو) أن تتواصل معه هو، باعتباره قائد الاحتجاجات بالشرق، وان ذهاب دول الترويكا، لمخاطبة السيد رئيس الوزراء، فيه تجني عليه، وانتقاص من هيبته، وان دول الترويكا، لم تدخل البيوت من أبوابها.

(5) وهنا نقول، إن لم يكن سعادة الناظر محمد الامين ترك، يعلم ان اي منظومة دولية، او دول الترويكا وغيرها، انها تخاطب الحكومات فقط، فتلك مصيبة، وان كان لا يعلم، فإن المصيبة أعظم.

(6) واعتقد أن دول الترويكا، ستذهب الى مخاطبة الناظر ترك مباشرة، في حالة واحدة، وذلك بعد الاستجابة لمطالبه، من تكوين مجالس عسكرية، وحل الحكومة الحالية، وحل لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، واسترداد الأموال العامة، (وخاصة أموال صندوق اعمار وتنمية الشرق)، وتعيينه رئيساً للوزراء!!، وقد قالت العرب، ثمانية اذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم، أتذكر منهم أربعة، الجالس في مجلس ليس له بأهل، والداخل بين اثنين في حديث، لم يدخلاه فيه، والمعترض لما لا يعنيه، والمستخف بقدر السلطان..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد