سقطت الدولة السودانية اقتصادياً على يد الزعيم القبلي محمد الأمين ترك الذي فرض عقوباته على المواطن السوداني دون أن يجد قوة تردعه، فالزعيم الذي يرفع لافتة المطالب السياسية تحول الى أخطر زعيم إرهابي يهدد حياة المواطن السوداني ، فبعد ان شهد الاقتصاد السوداني حالة من الاستقرار بعد سياسة الاصلاح التي اتبعتها الحكومة، واستقرار سعر الصرف وتوفر الغاز والوقود والمواصلات، وانجلت أزمة الخبز ، عادت كل هذه الأزمات من جديد ، بأمر رجل واحد تجرد من كل معاني الإنسانية والأخلاق ، فكيف يكون هذا الرجل اداة هدم ودمار للوطن، وتقف الحكومة عاجزة أمامه، فترك يستمد قوته من المكون العسكري الذي يبارك كل مايفعله، حتى يصل الى مراميه السياسية.
والبرهان رئيس المجلس السيادي في آخر تصريحاته أمس يقول ان لا حل للأزمة إلا بحل الحكومة ، لماذا لأن ترك يرفض فيها بعض الاشخاص، لذلك يواصل عناده في اغلاق الطريق وتشجعه على الإستمرار مثل هذه التصريحات من قيادة الحكومة لينتج عن ذلك تجويع المواطن وعرقلة التعليم ونقص الدواء.
وتوقع بالأمس المتحدث باسم تجمع أصحاب المخابز بولاية الخرطوم عصام عكاشة، خروج كافة المخابز المدعومة في العاصمة من الخدمة خلال الساعات القادمة، بعد أن عاودت أزمة الخبز في السودان الظهور مجدداً بعد ان شهدت البلاد استقراراً كبيراً في السلعة عقب التحرير الجزئي للخبز الذي أصبح بخياري “التجاري والمدعوم”.
وتسبب إغلاق الموانئ والطرق الرئيسية بولاية البحر الاحمر في أزمة طاحنة للخبز بالعاصمة الخرطوم والولايات الأخرى.
وبسبب أزمة الخبز والتي ألقت بظلالها السالبة على مسيرة التعليم والعام الدراسي اصدر مدير الإدارة العامة للتعليم الأساسي بولاية الخرطوم الأستاذ حمزة الفحل أمس قراراً إدارياً خاص بتخفيض ساعات اليوم الدراسي في المدارس حيث يبدأ اليوم من السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة وأن لا تتجاوز الحصص الدراسية في اليوم أربع حصص.
وقال “الفحل” إن هذا بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وأزمة الخبر.
كما أن هنالك انعدام في كثير من الأدوية وانعدام وشيك للادوية الوريدية والمنقذة للحياة ، بسبب استمرار أنصار الزعيم القبلي محمد الأمين ترك في إغلاق موانئ وطرق حيوية منعت وصول الشاحنات العاصمة الخرطوم.
فالنتيجة ان السودان الآن يحكمه رجل واحد محمد الامين ترك ، تنصاع له المؤسسة العسكرية بكل قياداتها من أصغر ضابط الى أعلى الهرم، وتخضع له قوات الشرطة والدعم السريع ، وجهاز الأمن، كلها تقف متفرجة ومستمتعة بالعرض ، لذلك فإن كانت كل هذه القوات تقف عاجزة عن عدول هذا الرجل المتهور عن تصرفاته، فما دواعي الاستمرار في حكم البلاد، اذا عجزتم عن حماية الشعب، الذي يفرض عليه ترك حكمه الجائر فما قيمة وجودكم بيننا، فاذا اغلقت المدارس وجاع الاطفال وانعدم الدواء ، فما الذي تبقى من دولتكم ومن قسمكم لحماية المواطن.
لذلك وبما أن حكومتنا وجيشنا وشرطتنا وجهاز أمننا وجميع قواتنا النظامية، ارتضت لنا هذا الذل والهوان، فقد تقدمت بالأمس بشكوى الى مكتب حقوق الانسان بالخرطوم ضد الناظر ترك بصفتي مواطنة سودانية أصالة عن نفسي ونيابة عن كل المواطنين الضعفاء الذين تضرروا من إغلاق الشرق بأمر ترك ووجهني مدير المكتب الى المفوضية القومية لحقوق الأنسان ووزارة العدل وسأواصل تكملة اجراءات الشكوى اليوم .
طيف أخير:
هُناك أشياء بالحياة العبث بها لا يُغتفر، كأنك تحاول العبث بالضّوء في قلب ثورة لتطفئه.