حنَّ الفريق محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة الى شخصيته المتمردة ، كقائد مليشيات بمحاولاته لخرق الإتفاقيات الموقعة وعدم الالتزام ، فالوثيقة الدستورية أحقت دمج قواته عندما خلصت بضرورة أن يكون بالبلاد جيش واحد ، فرفض حميدتي الدمج وحذر بالحرف الواحد ، ( أن قواته ليست كتيبة او سرية حتى يتم دمجها في الجيش فهي قوات كبيرة) وجاءت اتفاقية جوبا للسلام الموقعة مع حركات الكفاح ونصت على تكوين جيش قومي موحد، ودمج لكل القوات، وإنفاذ الترتيبات الأمنية، وفق اتفاق جوبا لكن يلجأ حميدتي للتنصل والتنكر، وأشهر سلاح الخطابات الواضحة والمعلنة لأكثر من مرة، أنه لن يدمج قواته بالجيش السوداني أي أنه يريد ان يكون كما كان ، قوة عسكرية تمثل دولة وإمبراطورية منفصلة ، تحت مسمى الدعم السريع متى ما ارادت ان تستبدل الكلمات بطلقات فعلتها ، والشعور بالقوة والتمرد على الوثائق هذه ، والتي تتعارض مع مبادئ الإتفاقيات وتعرقل مسيرة التحول الديمقراطي وعملية التغيير بالبلاد يجب ان تحرم حميدتي فعلياً من مشاركته في الحكومة فكيف يشارك بموجب وثيقة دستورية لا يحترمها ويتمرد عليها استناداً على قوة السلاح ، ويأتي حميدتي مرة أخرى لخرق المواثيق والاتفاقيات ويقول في حديثه أمام وفد معلمي كونترول الشهادة السودانية: ( انهم يتمسكون بتبعية الشرطة وجهاز المخابرات العامة للجانب العسكري وعدم تركهما للمدنيين حتى لا يستغلونهما للبطش بالمواطنين ، وأضاف (لن نسلّم الشرطة والجهاز إلا لحكومة منتخبة ) وأردف قائلاً : (حكم قراقوش تاني مافي) وتعجب من مطالب ضم الشرطة وجهاز المخابرات للمدنيين، مبيناً أن البعض كان حتى التاريخ القريب يهاجم الجهازين وينعتهما بأفظع النعوت والآن يتسابقون لضمهما، ولفت إلى أن جهاز المخابرات أثبت كفاءة نادرة خلال تصديه لخلايا الإرهابيين، وكشف النائب الأول عن تقديم نحو ١١ ألف شرطي لاستقالاتهم بسبب ضعف المرتبات) .
وغريب أن يجهل حميدتي هذه المرة بنود وثيقة دستورية هو شخصيا الذي وقع عليها انابة عن المكون العسكري ، وصعد على المنبر واعلن للعالم اجمع عنها ، ولكن ومنذ ذاك اليوم الذي ظهر فيه حميدتي ممسكا بالوثيقة ( بالمقلوب ) خشينا ان يكون حميدتي اول الذين سيجهلون ماحوته الوثيقة يوما ما ، وقد حدث وحميدتي الذي يسمي نفسه نائباً اولاً لرئيس المجلس السيادي اعلن تمسكهم بالشرطة وهو يعلم ان الشرطة تتبع للجهاز التنفيذي ومجلس الوزراء وان جهاز الأمن للمدنيين والعسكرين معاً ، فهذا جهل سياسي مضر بصحة مشواره في الحكومة الانتقالية وفي المشهد السياسي ويمكن ان يكون معدياً لكل الذين وقعوا على اتفاق سلام جوبا .
ومن سخرية القدر أن حميدتي (الباطش الأكبر) يقول ان المدنيين لن يستلموا الشرطة لأنهم سيستخدمونها في البطش ، والمصيبة ان الرجل ماقال حديث الجهل هذا إلا امام جمع المعلمين ، ، أختار أكثر الناس وعيا ليمرر عبرهم عباراته الجوفاء الم اقل لكم ان الرجل يتوق الي التمرد من جديد ونسي أنه يمثل قيادة حكومة الفترة الانتقالية .
كما أن الإنتقاد للشرطة ان أخفقت في دورها هل هذا يحرم المواطن من حقه في ان تكون الشرطة في خدمته ويثير حميدتي التعجب حين يقول ( تاني حكم قراقوش مافي ) فهل يعلم حميدتي ان قراقوش كان شخصية عسكرية لا تحسن التصرف لا في المنطق ولا الحلول ولا الحكم !!
ودقلو حقيقة يستدعي عندك الفضول والرغبة لمعرفة من هم المستشارين الذين يعملون معه كم يصرف حميدتي للمستشارين والإعلاميين و( البفهموا سياسية ) أليس لديه شخص مسئول عن خطاباته السياسية، ليتعلم الذي يجب أن يقوله بصفته نائب مجلس سيادي وليس قائداً للدعم السريع ، وهل الذي يقوله حميدتي في خطاباته المجانية و ( المدفوعة القيمة ) خصم عليه أم اضافة ، فدقلو في خضم ( هيجانه ) السياسي قبل ايام قال ان كان لهم شارع فنحن لنا شارع وأردف متسائلاً ما الفرق بين طريق العقبة وشارع الستين؟ ، فالعقبة طريق قومي واحد ومعبر اقتصادي مهم والستين يمكن ان تستبدله بعدة طرق داخلية لتصل الي وجهتك وعندما ( جرب) حميدتي ان يكون حاكماً للسودان وحاول ان ينفرد بالسلطة مع البرهان وقطع الانترنت وخرجت مواكب ٣٠ يونيو بعد مرور عام على الثورة لماذا لم يخرج (شارعه ) ليؤيده ، وعندما طرح نفسه سياسيا وحمل عصاة البشير وبدأ بجماهير الخرطوم في معرض الخرطوم الدولي ببري، وطاف بعدها الولايات ماذا كسب حميدتي ، الى الذين حوله اخبروه بالثورة من جديد اجعلوه يشاهد كل الفديوهات التي توثق عظمة الثورة وشموخها وجبروتها ، كل الفديوهات إلا فديو فض الاعتصام لاتذكروه هذا البطش فالرجل حلّت على قلبه رحمة وحنية جعلته يخشى علينا من بطش المكون المدني !!