شحنة السلاح الروسي.. هل هي للفلول أم لـ(حاجات تانية حامياني)
كشفت لجنة ازالة التمكين عن تمكن السلطات من ضبط شحنة أسلحة بمطار الخرطوم الدولي مشحونة في طائرة قادمة من اديس أبابا مساء السبت الماضي.
وبحسب عضو اللجنة وجدي صالح، ان الشحنة المضبوطة تشمل 72 صندوقاً تحتوي على بنادق آلية مزودة بمناظير ليلية. وأشار وجدي في تصريحات صحفية الى ان ثمة جزء من الشحنة تسرب من المطار الى جهة غير معروفة. وافاد انه وفقاً للمعلومات فان مصدر الشحنة هو روسيا، حيث وصلت لاثيوبيا منذ مايو2019 إبان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، مرجحاً أن يكون الأمن الشعبي هو المستفيد من هذه الشحنة، وأضاف بأن السلطات الأمنية تتحفظ الآن على الضبطية وشرعت في اجراء التحريات اللازمة، على ان يتم الاعلان عن مزيد من التفاصيل عقب اكتمال التحقيقات..
هذه الضبطية الكبيرة من الأسلحة الآلية والمناظير الليلية، تعيد للمشهد قصة المجموعة الروسية الارتزاقية المعروفة باسم (فاغنر)، كما تعرف أيضاً هذه المجموعة التي تنشط في تنفيذ عمليات قذرة في عدد من الدول باسم (جيش بوتين السري)، حيث كانت جماعة من هؤلاء المرتزقة قد ظهروا في العاصمة السودانية الخرطوم عام 2017، وكشفت ذلك جملة من التقارير الإعلامية المصحوبة بالصور، كما رصد الثوار وعدد من المراقبين وشهود العيان ايام التظاهرات شاحنة روسية الصنع تحمل رجالاً من ذوي البشرة البيضاء يرتدون الزي الأخضر المموه، تتجول في شوارع الخرطوم، وكان هدف وجودها فى السودان لدعم النظام البائد فى مواجهة الحراك الثوري الذي بدأ فى التنامي ضد النظام، اضافة الى المهمة الاخرى المنوطة بها والمتمثلة فى حراسة مناجم التعدين التي كانت تنشط فيها عدد من الشركات الروسية، هذا غير مهام تدريبية خاصة كانت تضطلع بها، وتجدر الاشارة هنا الى ان الرئيس المخلوع البشير سبق له ان طلب الحماية من روسيا في مواجهة الولايات المتحدة ابان زيارته لروسيا ولقائه الرئيس الروسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وكانت صحيفة الصيحة قد كشفت عبر تحقيق لها عن علاقة مشبوهة بين الرئيس المخلوع وهذه المجموعة، بتنازل المخلوع عن أسهم حكومة السودان في قطاع تعدين الذهب بولاية البحر الأحمر لصالح شركة ميروقولد الروسية، مخالفا بذلك الإجراءات القانونية والمحاسبية المالية الخاصة بهذا القطاع، دون توضيح الفائدة والمقابل الذي ستجنيه حكومة السودان من هذا التنازل الذي يبدو واضحا من الوثائق والمكاتبات الصادرة من وزارة المعادن الملاحقة والإلحاح من الشركة الروسية لاستعجال إنفاذ التوجيه، لإكمال تلك الصفقة المريبة بالتنازل عن نصيب حكومة السودان البالغ (30%) في مربع الامتياز A3 لصالح شركة (ميروقولد) الروسية، ومنحها أيضا رخصة لمعالجة مخلفات التعدين (الكرتة)، مخالفا بذلك النص القانوني بأن التنازل عن نصيب الحكومة لصالح الشركات أو أي جهة لا يتم بالقرارات الفوقية من الرئيس أو أي مؤسسة أخرى.وفي مقابل ذلك تولت (فرقة التدابير الفعالة) التابعة للمجموعة مهمة حماية المخلوع وتدريب الخلايا الأمنية الموازية، ولكن بعد الثورة والاطاحة بالمخلوع تعمل المجموعة الارتزاقية بجد لتغيير جلدها وخلق علاقة بحسب بعض التقارير مع أشخاص ذوي نفوذ من قيادات الفترة الانتقالية، وتشير هذه التقارير الى أن عددا من كبار قادة فاغنر زاروا السودان سرا أكثر من مرة، على رأسهم قائدها بريغوزين الذي حط طائره بالخرطوم في منتصف يوليو 2020 وفي معيته بعض المرتزقة، والتقى خلال زيارته بأحد كبار المسؤولين، وكذلك
المرتزق ديمتري يوتكين المعروف باسم ديفايتي، وآخرين منهم من يقال ان المقام بالخرطوم طاب له فاستقر بها، هذا غير النشاط الاعلامي الدعائي الذي نشطت فيه لدرجة لفتت نظر ادارة فيسبوك فأزالت عددا من المواقع والحسابات والصفحات الترويجية المزيفة والوهمية التي عملت طوال الفترة الماضية لنشر قصص دعائية عن روسيا..وعطفا على هذه التقارير فان الغموض يشوب شحنة الاسلحة المضبوطة ما اذا كانت للأمن الشعبي أم لآخرين من قادة السودان الجدد..