صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خطبة الجمعة

26

ساخر سبيل- الفاتح جبرا

خطبة الجمعة

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين . أمَّا بعد:

فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى

أيها المسلمون :

يقول الله تعالى في محكم تنزيله : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء:35 ويقول نبينا عليه أفضل السلام وأتم التسليم : “إن السعيد لَمن جُنِّبَ الفتن, إن السعيد لمن جُنب الفتن, إن السعيد لمن جُنب الفتن, ولمن ابتلي فصبر فواها”. أي: هنيئاً له. صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.

 ومن الفتن الإفتتان بالحياة ، حيث يأتي على الناس زمان لا يُتبع فيه العالم، ولا يُستحيا فيه من الحليم، ولا يوقر الكبير، ولا يرحم الصغير زمان تختل فيه الموازين؛ فيصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، ويخوّن فيه الأمين، ويُكذب الصادق، فيكثر الهرج والمرج، والقتل بحق وبغير حق، وفي هذا يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي يوم لا يدري القاتل فيم قتل، ولا المقتول فيم قتل”، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: “الهرج، القاتل والمقتول في النار” رواه مسلم.

 وكثرة الفتن أيها الأحباب من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن بين يدي الساعة الهرج”، قالوا: وما الهرج؟ قال: “القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره ويقتل أخاه ويقتل عمه ويقتل ابن عمه”، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟! قال: “إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء” رواه أحمد وصححه الألباني.

 إن أول الواجبات على المسلم تجاه الفتن: عدم السعي فيها ودليل ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من تعوذه من الفتن، وسؤال الله صرفها عن أمته، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع شعف الجبال ومواقع القطر؛ يفر بدينه من الفتن” رواه البخاري.

  أيها الأحباب :

أعلموا أن من أسباب النجاة من الفتن : الفزع إلى الصلاة والعبادة؛ قال –تعالى(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) البقرة:45 والثبات على دين الله، والتمسك بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم. كما أنه من الوسائل المهمة الصبر، (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) ، عن معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة” رواه ابن ماجة وصححه الألباني. فأعدوا للبلاء صبراً ، وكذلك الأخذ على يد الظالم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه؛ أو شك أن يعمهم الله بعقاب منه” رواه الترمذي وصححه الألباني.

ولا ننسى أيها الأحباب حال تفشي الفتن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ؛ فهو صمام الأمان من الفتن، كما لابد لنا من الائتلاف والاجتماع على كلمة الحق، وعدم التفرق والشتات، ووزن الأمور حال تفشي الفتن بميزان الشرع.

وأعلموا أحبتي إنَّ هذه االفتن والبلايا سيزيلها الله بفضلِه وكرمه، لكن علينا أن نتمسَّك بديننا الذي هو عاصمنا عن كل مكروه وأن نكون على المنهج القويم، قال رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: “ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيَ أمر الله”.

اللهم ارفع عنهم القتل والاقتتال، والخوف والجوع، والأوبئة والأمراض، وجنِّبنا . الفتن ما ظهر منها وما بطن يا سميع الدعاء، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد