مجهولون يستقلون دراجة نارية يلقوا بعبوة ناسفة في نادي الأمير في حي سلبونا، الأمر الذي أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى، وأثناء هروب الجناة قاموا بإطلاق الرصاص على امرأة في الحي الذي يقع فيه النادي، مما أسفر عن مقتلها).
هذا وحده الذي يحدث في ولاية البحر الاحمر دون غيره من حالات الانفلات الأمني في عدد من الولايات من بينها ولاية جنوب كردفان يؤكد الفراغ الأمني العريض الذي تعيشه البلاد، وغياب السلطات الأمنية وضعفها في الولايات وحماية المواطنين العزل إن كان بمدينة بورتسودان او غيرها من المدن.
ولأكثر من عام لم تشهد مدينة بورتسودان هدوء واستقراراً في الجوانب الأمنية، بل تكررت فيها مشاهد الاعتداءات والعنف والصراعات القبلية، آخرها احداث مايو في هذا العام ، ورغم حالات القتل الكثيرة وسقوط عدد من الشهداء، إلا ان ذلك لم يغير شيئاً في طريقة وأسلوب السلطات الأمنية في تعاطيها مع حلحلة القضايا بجدية ولم تف اللجنة الأمنية بالولاية بوعودها والتزاماتها عندما أعلنت سابقاً عقب الاحداث الأخيرة، انها تلتزم بتوفير كافة التدابير الأمنية لحماية المواطن، وأكدت اللجنة اتخاذها حِزماً من القرارات والإجراءات لحفظ سلامة وأمن المواطنين، وانها قامت بتفعيل الإرتكازات الأمنية على الطُرق العامة، بجانب استمرار عمل الأطواف المُشتركة الليليّة والنهاريّة، وجددت التزامها في بسط الأمن والسلامة في مدينة بورتسودان بعد ان إطمأنت على هدوء الأحوال تماماً بكافّة أرجاء الولاية، وان الحياة تسير بصورة طبيعية، مشددة على أنها لن تتهاون في حسم ما وصفتها بالفوضى والقبض على المتفلتين
وعادت الفوضى أكثر اتساعاً وتهديداً على حياة المواطن وعجزت اللجنة الأمنية في توفير الحماية التي التزمت بها ولجنة أمنية لاتستطيع تأمين مدينة من (عصابات المواتر) ماذا يُرجى منها فتأمين المواطنين العزل أبسط ماتقوم به الجهات الأمنية واقل عمل تقدمه.
وبالرغم من دخول مجلس الوزراء في اجتماع مطول أمس أكد من خلاله رئيس الوزراء على ضرورة فرض اجراءات أمنية صارمة على الأرض لوقف كافة التفلتات، وإلقاء القبض على كل من يثبت تورطه في أحداث العنف، كما وجه الوفد بالدخول في مباحثات مع قيادات الولاية السياسية والأمنية والمجتمعية فور وصوله، ومخاطبة القضية بكافة أبعادها مع جميع مكونات الولاية.
الا انه وبمثل ماتكررت الاجتماعات تكررت الاعتداءات والتفلتات ، فنتائج هذه الاجتماعات هي نفسها
وقرر الاجتماع أمس إرسال عدد من الوزراء فوراً إلى ولاية البحر الأحمر حيث يضم الوفد المقرر مغادرته كل من وزير الداخلية والنقل والصحة إضافة لقيادات الأجهزة الأمنية المختلفة، وهذا في رأيي وحده لايكفي فالمشاكل الولائية وهذه التفلتات لابد من وجود حل جذري لها يبتدي من الولاية وينتهي في الخرطوم وليس العكس.
فالقصور في الولايات لا تستطيع وفود الخرطوم ان تكشف جميع بواطنه وجوانبه وزواياه ، وان أغلب التقارير التي تُعد بصورة سريعة من قبل المسئولين هناك ، تميل دائماً الى تجميل الحقائق فهي لا تعتبر دقيقة لأنها تميل دائماً الى عدم إظهار نقاط القصور والضعف عندها ، لهذا تجدها دائماً على شاكلة ( الاوضاع تحت السيطرة والامن مستتب) ويعود الوفد الى الخرطوم وتمر اسابيع قليلة وتتكرر السيناريوهات من جديد.
لهذا ان المسئولية تقع على السلطات الأمنية بالولايات ، وعلى نظار القبائل وعلى الشباب الذين تقع عليهم مسئولية اجتماعية تجاه المواطن هناك والأمن أحياناً لا يكون بانتشار الجيوش والشرطة في شوارع المدن ولا بفرض حالة الطوارئ، الامن أحياناً يحتاج الي نشر ثقافة الوعي والتسامح، والتعايش السلمي وقبول الاخر والتعاضد بين مواطني الولاية ، بمختلف قبائلهم ، وهذا يحتاج الى برامج وخطط مجتمعية اصلاحية مستمرة لا تنتهي بانتهاء الانفلاتات وهدوء شوارع المدينة.
لهذا يحب على ابناء بورتسودان ان لايتركوا مجالاً لمثل هذه الثغرات ان تسلب مدينتهم جمالها وتميزها، فعروس البحر تستحق ان تكون عروساً في كل المواسم وفي كل الظروف لهذه هي دعوة لحكومة الولاية وحكماء وشباب القبائل، ولجان المقاومة في الأحياء، وضع حلول جوهرية وجذرية تطفيء نار الفتنة ، وتخمد صوت القبيلة وتنظر الى المستقبل بنظرة أعمق بكثير من تبادل الاتهامات وبث روح العنصرية والإشاعات على منابر التواصل الاجتماعي، لتظل عروس البحر بخير ولينعم السودان كله أمناً واستقراراً وسلام.
طيف أخير :
جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن