صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لكل حزب عقلاء إلا الحزب البائد!

13

                                            ———-

ما وراء الكلمات – طه مدثر

لكل حزب عقلاء إلا الحزب البائد!

                                            (0)

بعد الأمر والنهي، وبعد التكبر والطغيان والجبروت، وبعد أقوالهم المأثورة (الزارعنا غير الله يجي يقلعنا، او ألحس كوعك، او حكاية انو زول يشيلنا دا، شيلوها من رأسكم)، فقد صاروا وساروا الى القيد والحبس والسجن ، نعم انها دعوة مظلوم سرت بليل غفل عنها عتاولة الحزب البائد، وحاشا أن يغفل عنها رب العزة، وهذه الدعوة جاءت وراءها، ارادة شعب، قهر الظلم وثار(فقد سكت الدهر زماناً عنهم ثم أبكاهم دما حين نطق) أولئك المتأسلمون.

                                            (1)

وتعدد الأجهزة الأمنية، يدل على عدم وجود الأمن، ولا يحمي النظام من السقوط، والدليل على ذلك أن حزب المؤتمر الوطني البائد، كان لديه أجهزة أمنية طبيعية، كالتي موجودة في أي دولة طبيعية من جيش وشرطة وأمن عام الخ، ولكنه قام بصناعة أجهزة غير طبيعية موازية لتلك الأجهزة، فانشأ قوات الدعم السريع وقوات الدفاع الشعبي، وهيئة العمليات والأمن الشعبي والأمن الطلابي وكتائب الظل والتأمين الذاتي والشرطة الشعبية والمجتمعية (التي كان يحتفي ويفاخر بها، الاستاذ ابراهيم البزعي، معد برنامج الصباح رباح، باذاعة ام الكيزان سابقاً، وام درمان حالياً)، ومعلوم بالضرورة ان مهمة هذه الأجهزة، كان حماية النظام والقضاء على المعارضين (وأي زول يرفع صوتو بالمعارضة يدقو في راسو مسمار) ولكن برغم ذلك سقط النظام، فكثرة الأجهزة لا تستطيع حماية أي نظام من ثورات الشعوب.

                                            (2)

ومعلوم بالضرورة أن لكل حزب رجال عقلاء، الا حزب المؤتمر الوطني البائد، ولو كان بينهم رجل عاقل ورشيد، لا سدى النصيحة لرئيس الحزب الدائم المخلوع عمر البشير، بالتخلي عن الحكم، وكفاية ثلاثة عقود من الزمن، ولكن مصارع الحمقى تحت بروق الطمع، ، ويبدو لي أن المخلوع كان يؤمن بضلالات ذلك الضلالي الضال، الذي زين للمخلوع، بأنه سيصبح ملكا على السودان، فاصبح ملكاً في سجن كوبر، وأحسبه اليوم جالساً أو راقداً أو واقفاً، يجتر في ذكريات ثورتهم البغيضة، ويندم وبتحسر عليك يا زمان.

                                            (3)

والقول المأثور، يقول (اتقي الله في صنعتك، ولو كنت حرامي)، فكثير من الحرامية من الكيزان والمتكوزنين في العهد البائد، كانوا اتقياء جداً، في صناعتهم، فهم كانوا من الصناع المهرة، فسرقوا ونهبوا (حق البلاد وحق العباد) وأخفوا كثيراً من الأدلة والبراهين، التي تدينهم، بل صاغوا كثيراً من القوانين التي تحميهم وتحصنهم، ونشهد أن في العهد البائد، كثير من السرقات الكبرى، لم تكن بالإكراه، بل كانت، كما يقولون (كلو بالغانون)!!و اليوم وهم في أسرهم يحتفلون بعيد ميلاد ثورتهم(المدغمسه) وينزفون وجعاً وألماً، يقابل ذلك احتفال الثورة بذكرى 30يونيو 2019، فنقول يجب الإسراع في إجراءات محاكمة مدبري انقلاب 30يونيو، وأيضاً على لجنة نبيل أدبب، تقديم تقريرها، فالوقت يمضي وأهل الشهداء، يجب أن ترتاح نفوسهم، بالقصاص العادل من القتلة.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد