هناك علاقة وثيقة بين سكك حديد الحجاز التي أنشئت في عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وبين سكك حديد السودان، ذلك الإرث الكبير الذي له دين مستحق ويد سلفت وذكريات في خاطر كل من سافر عبر تلك الخطوط، ولكن كلاهما يشتركان في أن لا أحد استطاع أن يعيد سيرتهما الأولى، يبدو لي أن إعادة سيرتهما تحتاج إلى رجل خارق.
(1)السبب في القطوعات
صفة الخبر أنه مقدس، وتعريف الخبر هو الاعلان أو الإعلام عن فعل جدير بـ(الاحتفاء) بالمعرفة وقع أو سيقع مستقبلاً، ولكن بعض الوزارات في الحكومة الانتقالية، تريد أن تكون ملكية أكثر من الملك، فتريد للخبر الاختفاء، ومثل هذه الوزارات كل أخبارها بشرى سارة، ومثال لذلك وزارة الطاقة والنفط، فحتى اللحظة لا أحد يعلن عن السبب الرئيسي في استمرارية قطوعات الكهرباء.
(2) الجيل الهش
هذا الجيل الثالث، المتهم أصلاً في هشاشة العظام والأفكار والتجارب، اذا لم تلحقوه عاجلاً، بدربات التوعية والتوجيه والموعظة الحسنة، فان الهشاشة ستغطي كل وجدانهم، وفضلاً استمع الى أغنية واحدة من أغنياتهم الخاصة، ثم أكتب بعد التجربة عن أضرار تلك الاغاني وأثرها في توسيع ثقب الاوزون، وارتفاع معدلات التلوث البيئي مع ارتفاع المتواصل في درجات الحرارة.
مما أدى الى توقف محطات الكهرباء عن العمل وتدني الإنتاج الكهربائي؟ملحوظة؛ فنان شاب، بلا قضية أو مشروع فني، هو مشروع نووي، لاغراض غير سلمية!!
(3)حياته كلها دفع
نشهد للمواطن السوداني، الصابر والمتصبر والمحتسب، بأنه تفوق على سيارات الدفع الرباعي أو الخماسي، وبرغم أن حياة المواطن كما يقول الفنان مجذوب أونسة، حياتك كلها قيم تتوج همة شماء، فان حياة المواطن السوداني، كلها دفع، فهو يدفع ليشرب ويدفع ليأكل، ويدفع ليسكن ويدفع ليلبس، ويدفع ليتعلم، ويدفع ليتعالج، ويدفع ليشاهد، ويدفع ليستمع، ولم يبق أمامه إلا أن يدفع ليتنفس، وربما يأتي حين ويتحقق هذا الدفع.. !!
(4)تغير البطانة بدل الوزير
أول نصيحة نحاسية أو برونزية او فضية أو ذهبية، يتلقاه أي وزير جديد وهو داخل على مكتبه (ومعلوم بالضرورة، ان من يوجه تلك النصائح هم بطانة مكتب الوزير، والذين حضروا دخلوا وخرجوا مئات الوزراء، بينما هم مقيمين ما أقام عسيب، كما قال الشاعر امرؤ القيس، ولا أبالغ إذا قلت إن من تلك البطانة من حضر، زمن محمد طلعت فريد عندما كان وزيراً للاستعلامات والعمل والرياضة)، فأول نصيحة للوزير هي (تخن جلدك، لأنه ستتناوشك كثير من السهام، والافضل أن يكون جلدك اتخن من جلد الفيل أو التمساح) النصيحة الثانية، (ان تكون لك عيون عن الأزمات والمشاكل والمصائب وعن غيرها عمياء، وان تكون لك آذان عن المزعجات صماء، وان تكون ايديك مغلولة الى جيبك عندما يحتاج المواطنون إليها، وان تبسطها كل البسط، لمن جاء بك لهذا المنصب، وللمقربين منك)، وبعد هذه النصائح سيطيب لك البقاء في الوزارة، حتى يأتي وزير جديد، بينما بطانة الوزير، تستعد لاستقبال الوزير القادم، ونحن قد جربنا تغير الوزراء، ليتنا نقوم ولو لمرة واحدة بتغير البطانة، فربما كان العيب والخلل والعطل والعطب فيهم!!