قال لنا أستاذ القواعد والنحو، أعلم أيها الطالب النجيب، أن الفاعل مرفوع أبداً، ولكن شقاوة منا أضفنا مرفوع أبداً عن المحاسبة والمساءلة، بل أيضاً أصبحنا قساة القلوب، فكم من فاسد خرج بعد قيام ثورة ديسمبر المباركة، خرج من البلاد، ولم نسأل عنه حتى برسالة واحدة ( بيها يتصبر شوية) أيتها الحكومة مطلوب منك أن تصلي المواطن السوداني الفاسد أين ماكان وأين ما حل، وتطالبي بعودته، لأسباب عدلية.
(1)حوار
قالت الخشبة للمسمار، لقد أوجعتني، قال لها انك لم تحسي وتشعري بوجعي أنا، بل وللحقيقة والتاريخ انت لم تحسي وتشعري بوجع وألم الشعب السوداني، الذي تحمل من (الطرق والدق) مالم يتحمله غيره، فهاهو، وبعد رفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبعد أن تم رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عنه ، كان يمني النفس بأن تنصلح أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، ولكن زادت الأوضاع سوءاً، وقررت الحكومة الذهاب الى البنك الدولي، والعمل بنصائحه، ولكن زادت الأوضاع تردياً، فاصبح الشعب في خدمة البنك الدولي، وليس البنك الدولي في خدمة الشعب، و(لسه) تعيش كتير تشوف كتير!!
(2)متى يعتزلون؟
الأعمار بيد الله، ولكن كما قال الشاعر (عمر الفرح دائماً قصير، وماتسأل قدر شنو يعني؟) المهم انه قصير، مثل عطاء اللاعب السوداني، وهذا العمر القصير، يحاول اللاعب أن (يمطه ويجره) وذلك بافتعال المشاكل، وصنع الأزمات، سواء كان مع المدرب أو مع اخوانه اللاعبين أو مدير الكرة أو مع مجلس إدارة النادي أو مع الإعلام أو حتى مع (ناس بيتهم) !!، ومثل هذا اللاعب يتجاهل مع سبق الاصرار، ان أفضل طريقة لحفظ تاريخه الكروي، ليس بوضعه في (الديب فريزر) التي اشتراها له النادى، ولكن أفضل طريقة لذلك، هي الاعتزال، فالاعتزال هي الفريضة المغيبة في كرة القدم السودانية، وفي ذمتك، هل سمعت أو شاهدت أحد اللاعبين الكبار سناً، وتحديداً في الهلال أو المريخ، وقد أعلن اعتزاله، من تلقاء نفسه، مفسحاً المجال الى الشباب ليقودوا مسيرة النادي..؟
(3)له ولهم سوء الخاتمة
خاتمة عمر المخلوع البشير، كانت مثل فاتحة عمره، التي بدأت بالخيانة، فخان من جاء به إلى القصر رئيساً، وذهب قائلها الى القصر حبيساً، وخاتمة عمره، ان خانه أقرب المقربين إليه، الذي جاء به إلى القصر ليكون ساعده الأيمن عند الشدائد، فخانه عند اول امتحان شعبي، وهذه بالضرورة ليست خاتمة المخلوع، وخاتمة المطاف (لسه بدري عليها) اجلس أيها المخلوع وانتظر (انتو أصلو ماوراك إلا الانتظار) سوء الخاتمة، وسوء الخاتمة أيضاً نرجوها، للذين افتوا، بأنه يجوز التضحية بفرد من أجل بقاء الأسرة، ويجوز التضحية بالأسرة من أجل بقاء القبيلة، ويجوز التضحية بالقبيلة من أجل البلد، ويجوز التضحية بالثلثين من شعب البلد، فداء للرئيس، اذا حلت بالرئيس نازلة أو مصيبة أو ثورة، ليحيا ويعيش الرئيس مع الثلث المختار، ومع علمائه، في سعادة وحبور، ويخلفوا اناثاً وذكوراً، نسأل سوء الخاتمة لكل من أراق نقطة دم مواطن سوداني، دون وجه حق، وكل من شارك في ذلك، ولو بالتواطؤ أو الصمت).