قيبل أيام قليلة أعلنت اللجنة العليا للطوارىء الصحية بواسطة الرئيس المناوب للجنة، بروفيسور صديق تاور عن حزمة من الإجراءات الصحية لمكافحة تفشي جائحة كورونا، منها إغلاق الجامعات والمدارس ودور العبادة وتقليص القوى العاملة بمؤسسات الدولة العامة والخاصة، وايقاف التجمعات ومنع المناسبات الاجتماعية، وتوعدت المخالفين بعقوبات رادعة، مع الأخذ في الاعتبار أن رئيس قطاع الصحة العالمية بافريقيا، قد شدد أيضاً على إيقاف التجمعات السياسية تحديداً.
(1)
ولكن وبالامس القريب لنا بالمحن والاحن وبالقاء توجيهات وتحذيرات ووزارة الصحة الاتحادية، ممثلة في اللجنة العليا الطوارئ الصحية في سلة المهملات، فقد شاهدت لك السيد مني اركو مناوي، حاكم إقليم دارفور (المكلف) يقوم بزيارة إلى مدينة الشكينيبة بولاية الجزيرة، ومعلوم بالضرورة أن ولاية الجزيرة، تحتل المرتبة الثانية من حيث اعداد المصابين بالكورونا بعد ولاية الخرطوم، ومن ضمن أسباب زيارة السيد الوجيه مني اركو إلى ولاية الجزيرة تدشين وافتتاح مكتب لحركته بها.
(2)
إن السيد مناوي، كان عليه أن يكون من أوائل المتلزمين بتلك التوجيهات والتحذيرات والاحترازات الصحية، وكان عليه أن يكون قدوة ومثالاً للآخرين، ويلتزم بكل ما يصدر من الحكومة التنفيذية التي جاءت به حاكماً لإقليم دارفور، ولكن يالتعاسة القدوة وسوء المثال، فهو قد ضرب بتوجهات وزارة الصحة الاتحادية عرض الحائط، وكأنه يستعير ويستلف قول الراحل المهندس الطيب مصطفى، الذي كان يقول للحكومة (كورونا ماف ماتغشونا) حتى غشته الكورونا فهلك، ولكن الطيب كان يفعل ذلك نكاية بحكومة الثورة التي نزعت الحكم من (ابن أخته المخلوع البشير) فأصبحت بينه وبينها ثأرات وإحن، ولكن مابال مناوي يسير على درب الطيب؟ويتحدى الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة، فتحشد له الحشود، وتأتيه الوفود، لمشاهدة جنابه العالي، والاستماع الى خطيب زمانه، وهو يفعل ذلك وكأن البلاد انحسرت عنها جائحة الكورونا، وان الحياة عادت إلى طبيعتها.
(3)
نعم إن مناوي ليس على رأسه ريشة، ولكن على رأسه مشاكل إقليم، بل هو اقليم من المشاكل والأزمات والكوارث، تحتاج منه، باعتباره حاكماً للاقليم، الى حلول دائمة وليست مؤقتة، تحتاج منه إلى الجلوس مع ولاة ولايات دارفور الحاليين (إلى أن يقوم بتعيين ولاة جدد) بدلاً من الهروب إلى الأمام ومخاطبة الحشود وفتح مكاتب لحركته بمدن السودان المختلفة.
(4)
ومن هنا نطلب من اللجنة العليا الطوارئ الصحية، بفتح الجامعات والمعاهد المدارس، وفتح دور العبادة، وفتح الملاعب والاستادات، ودعوا الناس تقيم مناسباتهم الاجتماعية، وترجع لممارسة حياتها الطبيعية، ولهم في ذلك أسوة سيئة، فعلها السيد مني اركز مناوي، حاكم إقليم دارفور المكلف، الذي تحدى الاشتراطات الصحية، ولا تملك الحكومة معاقبته ولو بارسال صوت لوم خجول له.