أعلنت اللجنة العليا للطوارئ الصحية في السودان، وقف الدراسة بكافة الجامعات والمدارس لمدة شهر، بجانب إيقاف الصلوات والشعائر الجماعية بكافة دور العبادة، تخوفاً من تزايد انتشار فيروس كورونا ، وبررت اللجنة الخطوة، لتلافي الانفجار الوبائي مثلما حدث في الهند، الأمر الذي قالت إنه يتطلب اتخاذ المزيد من التدابير اللازمة لدرء الكارثة والضرورية لمنع الانفجار ،وقررت اللجنة، في بيان لها مساء الثلاثاء، إلزام الجميع بغطاء الوجه (الكمامة) في كافة مواقع العمل والأسواق والمركبات العامة وشددت على أن كل من يخالف توجيهات ومطلوبات السلطات الصحية من الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء، سيكون عرضة للمساءلة والعقوبة القانونية
وصبيحة يوم الاربعاء اتجه تلاميذ الاساس الذين أكملوا استعدادهم للجلوس الي الامتحان الاول من امتحانات الفترة النهائية لهذا العام ، وأغلبهم وذويهم لم يسمعوا بقرار لجنة الطواريء الذي أتى ليلاً ، وعند وصول التلاميذ الي المدارس أخطرتهم اداراتها انه تم إلغاء الامتحانات حسب قرار لجنة الطواريء ومنحهم اجازة لمدة شهر ، رجع التلاميذ الي ذويهم ليخبروهم بخبر تأجيل الامتحانات هذا الخبر الذي وجد سخط كبير وسط المواطنين لاسيما ان فترة الامتحانات لاتزيد عن اسبوع وبعدها تغلق المدارس في اجازة رسمية ، وكان اغلبهم يرى ان اللجنة كانت تلزم المدارس بالاحتياطات والاحترازات الصحية لتكمل هذا الاسبوع فقط،
وفي خضم هذا الاحتجاج ومابين اصوات القبول والرفض لهذا القرار رغم أهميته ، جاء في المؤتمر الصحفي مساء الاربعاء ان وزارة التربية تعلن عن مواصلة الدراسة وجلوس التلاميذ للامتحانات مع الالتزام بالاشتراطات الصحية
فبالرغم من ان لجنة الطواريء رهنت قراراتها النهائية بالمؤتمر الصحفي الا ان المدارس تعجلت في قرار تأجيل الامتحانات في خطوة خاطئة استبقت بها رأي وزارة التربية والتعليم في قرار لجنة الطواريء والبت فيه قبولا اورفضاً وهذا خلق حالة من الارتباك وتضارب المعلومات فكثير من الأسر اعتمدت على شهادة التلاميذ الذين حملوا لهم خبر قرار اغلاق المدارس من المدرسة بالتالي فأغلبهم لم يحضر المؤتمر الصحفي ولم يسمع بقرار الاستئناف الا بفضل السوشيال ميديا
والسؤال الذي يفرض نفسه نوجهه الي لجنة الطواري لماذا تتعجل اعلان خبر اغلاق المدارس قبل الجلوس مع وزارة التربية والتعليم والاستماع لها ولتقييم الوضع الدراسي الان ، والمدارس لماذا تستعجل خبر تأجيل الامتحانات واعلام الإجازة للتلاميذ قبل ان تسمع رأي الوزارة في ما أعلنته لجنة الطواريء
فالمتابع لهذا يعلم ان كل الذي يحدث يعني اننا نعاني حالة من الفوضى تتعلق بالقرارات الرسمية ، فكل هذه الجهات المسئولة لماذا لاتجتمع فيما بينها لتقرر قرارات نهائية مدروسة ، وجميعها تأتي لتعلن عن مؤتمر صحفي عام تكشف فيه ماتوصلت اليه وتترك التلاميذ يعيشون أجواء الدراسة بعيدا عن هذه التخبطات والفوضى أما يكفيهم ماعانوه في هذا العام الدراسي غريب الأطوار ، فقرار واحد ( متفق عليه ) يكفي اما اغلاق تام او جزئي او استمرار مع الالتزام بالاشتراطات الصحية ، كما ترى اللجنة فهذا اختصاصها ، لكنها يجب ان لاتلجأ الي الاعلان والاعلام قبل التشاور مع الجهات المختصة وذات الصلة فعام دراسي تبقى من نهايته اقل من اسبوع تقرر اللجنة اغلاق المدارس فيه وتعلن هذا للعامة ومن بعدها ترجع الي وزارة التربية لتخبرها الأخيرة ان القرار لايمكن تطبيقه لهذه الاسباب او لغيرها لتعود وتتراجع عن قرارتها
ففي اقل من ٢٤ ساعة علقت الدراسة وتم استئنافها ، بالرغم من ان الإحصائيات لوباء كورونا هي ذاتها الإحصائيات والخطر هو ذاته الخطر لكن مابين الخوف والتحوط والتحذير من انتشارالمرض نحن بحاجه الي ضبط موجة القرار ، هذا مهم جداً ، أشبه في أهميته ارتداء الكمامة .
طيف أخير :
التزم بالإرشادات الصحية كورونا كلما استهترت به اقترب منك أكثر