تعرضت للأسف بسبب غفلتي والطيبة والثقة الزائدة المعيبة شأني شأن غالب السودانيين (الطيبين)، لعملية استغفال و(تكييش) استطاع من خلالها أحد اللصوص سرقة مبلغ مائة ألف جنيه عبر تطبيق بنكك، كان ذلك يوم الأربعاء الماضي الموافق الخامس من مايو الجاري، اذ تلقيت صباح هذا اليوم حوالي التاسعة صباحا اتصالا من الرقم 0964195782، بادرني صاحب هذا الرقم بالسؤال عن الحال قائلاً (كيفك يا استاذ)، رددت باقتضاب (مرحب)، قال (ما عرفتني ولا شنو)، قلت ويا لغفلتي (والله الصوت دا زي صوت زميلنا وحبيبنا فلان ذكرته بالاسم)، قال (ياني ذاتي فلان)، قلت (بس صوتك تعبان شوية مالك دا رمضان ولا شنو)، قال (لا والله بس شوية التهاب)، ثم بعد حق الله وبق الله والسلام والكلام، قال المحتال (عندك تطبيق بنكك يا استاذ)، قلت (أبداً والله لكن الموضوع شنو)، قال (والله يا استاذ في زول مفروض نسلمو قروش بسرعة وأنا ما قادر اتحرك قلتا لو كان عندك بنكك تحول ليهو المبلغ وانا أسددوا ليك)، وهنا أيضاً (شالتني الهاشمية والنبل السوداني المعيب) لمساعدة هذا الزميل العزيز، فقلت له (كدي خليني أشوف زميل عندو تطبيق بنكك يمكن يحل ليك المشكلة)، قال ويبدو انه لحظتها فرك يديه فرحاً لتمكنه من اصطياد الضحية (اوكي)، سارعت برغبة قوية لمساعدة هذا الزميل بالاتصال بأحد الزملاء الأعزاء النبلاء حقيقة، قلت له ان زميلنا العزيز فلان يحتاج مساعدة وحكيت له تفاصيل الحوار الذي سردته أعلاه، قال الزميل العزيز الحقيقي وليس المحتال (ولكن زميلنا فلان خارج السودان)، قلت ربما يكون قد عاد، قال وكم المبلغ المطلوب تحويله عبر تطبيق بنكك، قلت لم أدخل معه في أي تفاصيل واذا بامكانك مساعدته خليني أديهو نمرتك وانت شوف معاهو التفاصيل، وافق الزميل الحقيقي وبعثت برقمه للمحتال، فسارع المحتال للاتصال على الزميل الذي لم ينتبه أيضاً لخدعة المحتال، ومن نبله المعروف عنه سارع لتحويل المبلغ الذي طلبه المحتال وكان مائة الف جنيه، وبعد اكتمال تحويل المبلغ عبر بنكك على دفعتين أرسل الزميل الحقيقي شعار الارسال لزميلنا الحقيقي الذي انتحل شخصيته المحتال وعلى رقمه الحقيقي، اندهش زميلنا الذي ما زال خارج السودان بارسال الاشعار اليه، فسارع للاتصال بالزميل الذي هب لمساعدته ونفى أية علاقة له بهذا الأمر وطالبه بسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية ضد هذا اللص، وقد كان أن سارعنا لاتخاذ هذه الاجراءات وتلك قصة أخرى سنعود اليها باذن الله..
الشاهد في عملية النصب التي رويتها وأوقعت فيها معي احد الزملاء الاعزاء، ان عمليات النهب والنصب عبر التطبيقات الهاتفية قد تكاثرت بصورة لافتة، اذ وقفنا اثناء فتحنا لاجراءات البلاغ أن العشرات قد وقعوا ضحية لهذه التطبيقات وعلى رأسها تطبيق بنكك، ومن أبرز هذه الجرائم، ما تعرض له المواطن بكري احمد من مواطني (أم دوم)، الذي تعرض لسرقة رصيده كاملا عبر تطبيق (بنكك) بتعطيل شريحة جهاز هاتفه فتعذر عليه اجراء أي اتصالات او الدخول على التطبيق، وعند مراجعته شركة الاتصالات المعنية مبلغا ان شريحته لا تعمل. وبتدقيق الرقم من الموظف أخطره بأن الشريحة قد (تم حرقها) وبامكانه استخراج بدل فاقد، لم يهتم كثيرا لعبارة (حرقها) و التي تعني انه تم الغائها، فاستخرج المسكين (بدل فاقد) ليكتشف ان رصيده في البنك قد تم سحبه بالكامل وان المبلغ قد تم تحويله عبر التطبيق على دفعتين الى حسابات أخرى.. فحاذروا من ان تقعوا في حبائل هؤلاء النصابين..