صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عبادة السرور !!

18

بالمنطق

صلاح الدين عووضة
عبادة السرور !!


*لأول مرة تذهب لزيارة بنتها بالخرطوم..
*فابنتها هذه مذ تزوجها الرجل )المرتاح( وهي التي تأتي لرؤيتها بالبلد..
*فهو ليس من أبناء المنطقة…ولكنهرآها خلال زيارة )شغل(..
*وطلبها للزواج…وزكاه صديقه – وجارها – الذي كان طرفاً في الشغل هذا..
*ولم تسأل الأسرة عن طبيعة شغله ما دام )مرتاحاً(..
*هكذا كان يردد الجار…ومنه عرفت الأم – والأسرة – معنى )مرتاح(..
*فوالدتها هذه ما كانت تحب مغادرة البلد إلا للشديد القوي..
*والشديد القوي هذا هو الذي اضطرها للسفر إلى العاصمة..
*فقد كان لابد من جراحة…واستقبلها زوج بنتها في موقف الباصات بسيارة فارهة..
*وطوال الطريق طفقت تردد في سرها )فعلاً باين عليه مرتاح(..
*ولكنها لاحظت شيئاً غريباً بعد أيام…فنسيبها هذا لا يخرج من البيت إلا لماماً..
*وأغلب وقته داخل غرفته الخاصة…وابنتها تخدمه..
*فتخرج من عنده صينية طعام ليدخل براد شاي…ثم يخرج هذا لتدخل آنية عصير..
*وما بين دخول وخروج تصيح الزوجة في طفليها ليسكتا..
*فالأب غارق في الشغل ؛ والإزعاج يشتت انتباهه…ويزيدعقله رهقاً على رهق..
*وكاد الفضول أن يقتل الأم قبل يومها…أي يوم العملية كما تزعم..
*سيما بعد عجز ابنتها عن شرح كنه هذا الشغل لها…أو عجزها هي عن فهمه..
*وتسللت إلى غرفة )المرتاح(…علىحين غفلة من زوجته..
*فرأته ممداً على فراش وثير ؛ وبجواره موز…و كيس سعوط…وكوب ليمون..
*ويدمدم عبر الهاتف )على الطلاق ربحي فيه ألفين بس(..
*فانتبه لدخول حماته جراء همهمة ندت عنها وسألها بضيق )بتقولي حاجة يا خالة؟(..
*فأجابت سريعاً )لا يا ولدي…بس بقول أريتو شغل السرور(..
*والآن دعونا ننتقل إلى مشهد آخر – سياسي – لا يقل )راحة( عن الذي ذكرنا..
*فالوزير يبدأ )شغله( – منذ لحظة تعيينه – بسرادقات الفرح..
*ثم الخطوة التالية هي البحث بين ملفات )الشغل( عن رحلة خارجية ذات )راحة(..
*وبعد أن يرتاح – نزهةً ونثريةً – يتحسس ما بين يديه من امتيازات..
*الفارهات…والبدلات……والأثاثات ؛ مكتباً ومنزلاً..
*ثم يشرع – من ثم – في شغل الوزارة ؛ فيسطر كلما يخطر على ذهنه من أحلام..
*وبذا يكون قد عمل )اللي عليه(…فينظر في شؤون نفسه..
*وشؤون نفسه هذه هي التي قد ينظر فيها – بدوره – المراجع العام… لاحقاً..
*وينفي الأمين السياسي للوطني أمس أن يكون كل ذلك )راحة(..
*ويقول : شغلنا هذا عبادة…ونحن نتقرب به إلى الله..
*يا باسان )أريتها عبادة السرور( !!!.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد