ابني الأوسط.. من صغره كان مسالماً.. لا يحب الدخول في مشاكل ولا جدال.. وعلى عكسه تماماً كان الصغير الذين يحب (المكاواة ) والتنمر على شقيقه الأكبر.. الذي يكتفي بعبارة (ما تعمل كدا يا احمد.. أنا كدا حأزعل ).. اذكر انني كنت دائماً أقول له (ياخ انت حتزعل متين ؟).. لكنه يوما ما بلغ به (الزعل) مبلغاً .. جعله يمسك بخناق شقيقه.. وتمكنا بشق الانفس من تخليص أخيه الأصغر من بين يديه.. انه غضب الحليم.
جانا الخبر شايلو النسيم.. الحقيقة خبرين .. الاول ان اندماجاً حدث بين مجلسي السيادة ومجلس الوزراء وصار اسمه (المجلس التشريعي المؤقت).. ولم يتم تفسير هذه التسمية.. كما لم يتم توضيح متى كانت السماية ؟ ولا حتى (عزمونا ) ليها.. المجلس التشريعي سيد الاسم نحن في انتظار ولادته منذ بداية الثورة .. ولا تزال اشياء كثيرة معطلة لأن البلاد ليس بها مجلس تشريعي.. لذلك لم نفهم.. هل المجلس المؤقت هذا يحل محل الفاعل بعد حذفه ؟ وللا كيف ؟.. المهم انني بعد قراءة الخبر الاول.. قلت في نفسي (لا يا حكومة.. نحن كدا حنزعل).
الخبر الثاني.. هو تكوين مجالس استشارية للوزارات.. كل وزارة يصير لديها مجلس استشاري.. مما يعني.. وظائف جديدة ومستحقات.. وحوافز وبدلات.. سيارات ومظاريف واجتماعات.. بالجد يا حكومة.. (نحن كدا حنزعل )..المأساة ان هذا الفيلم (دخلناهو) قبل كدا.. في الحقبة السابقة.. كانت مقابل كل وزارة.. شركة موازية تقوم بعمل الوزارة.. وتذهب الايرادات في حسابها.. ونظل نحن كمواطنين ندفع رواتب الوزير وطاقمه.. ومدير الشركة وموظفيها.. و (ود الزين وكمان بتو ).
لكن التقيل قدام.. ذلك ان القرار يتيح للمجلس الاستشاري التعاقد مع خبراء أجانب.. (دا اسمو شنو ؟ وساكن وين؟ )..يبدو لي ان حواء السودان قد عقرت.. يا جماعة الخير.. السودانيين يعملون في كل أرجاء الدنيا.. بكفاءة عالية.. الا في السودان يفضل ولاة الامر الاستعانة بخبراء أجانب.. يصرفون بالعملة الاجنبية.. وأيضاً نتحمل نحن تبعات ابتعاثهم.. ولو قال لي البعض ان التكلفة ستتولى امرها جهة أجنبية.. كما هو الحال في بعض الدوائر الرسمية.. فذلك ادهى وأمر.. لكن الامر الخطير هو كيف يمكن الاستعانة بأجانب في دوائر صنع القرار ؟ هل هذا شئ طبيعي ؟ عادي وبيحصل في كل العالم ؟وللا نحن فوق عزنا وقبايل ما بتهزنا ؟؟
هل تعلم الحكومة انها بقراراتها هذه.. اننا فعلاً يمكن (ان نزعل)…نعم.. نزعل ونحتج .. و الدليل على ذلك هو حالات الغضب والهياج التي تقابل المسؤولين كلما سنحت لهم الفرصة في لقاء الشعب وجها لوجه.. قل لي بربك من هو ذلك المسؤول الذي ذهب الى منطقة ما في الآونة الاخيرة.. فتلقاه أهلها بالترحاب والورد والزهور ؟ تلك المتاريس.. وتلك الوجوه الغاضبة ما هي الا عبارة (أنا كدا حأزعل ) بصورة مغايرة..
لا تركنوا كثيرا على صبر الشعب.. الذي صبر على سوء الخدمات.. غياب الكهرباء وتذبذبها.. انقطاع المياه.. شح الغاز .وانعدام البنزين والجاز.. ..بعد كل هذا جابت ليها مجالس تشريعية مؤقتة.. ومجالس استشارية وخبراء أجانب.. ربما ظننتم ان المعيشة الصعبة ستلهي الشعب عن متابعة حقوقه.. لا يا أصحاب السعادة.. .بهذه القرارات الغريبة.. والتي ما أنزل الله بها من سلطان.. ولم تتم استشارتنا فيها.. (نحن فعلاً حنزعل)..