طوال عمري الضارب في التاريخ والقدم، ماشاهدت يوماً فضائية سودانية أو عربية تدعو أي انثى إلى استعمال كريم القراءة لتفتيح وتوسيع أفكارها، او صابون المعرفة لازالة تجاعيد الجهل، وتحثها لاستعمال زيت الثقافة لشد ترهلات التخلف، ولكن غالبية الفضائيات تدعو نون النسوة، الى العناية ببشرتهن أو شعرهن أو أردافهن أو قوامهن أو الوانهن، أيتها الأنثى رجاءً لا تنسي نصيبك من المعرفة والقراءة والاطلاع والتثقيف، فان تلك الفضائيات تسعى لجعلكن مجرد سلع، ومعظمنا يتذكر أبيات من شعر الخنساء، ولكن لا احد يعرف اسماء الكريمات والمرطبات والشامبوهات والزيوت التي كانت تستعملها الخنساء..
(2)قاتل الشهامة والمروءة
أصبح الفلس، أو قل ارتفاع تعرفة المواصلات، هو العدو الأكبر، للشهامة والمروءة، وارجع بالزمن مرة واتذكر حكاية أي مواطن سوداني أصيل وبمجرد أن يضع رجله على سلم البص أو الحافلة، فيقوم بالقاء نظرة عميقة وشاملة على الركاب، من جنب السائق وحتى الكنبة الأخيرة (كنبة خالص) ثم يدق سدرو ويقول للكمساري (ناس الكنبة الأخيرة وناس خالتك الجنب الشباك وناس عمك الجنب السواق، حسابهم خالص) ولكن اليوم الفلس وارتفاع تعرفة المواصلات، جعلت كل زول مشغول بنفسه وجواله أو مشغول بالجريدة، ويتغابى معرفة الآخرين، قاتل الله الفلس وارتفاع تعرفة المواصلات، التي قتلت فينا الشهامة والمروءة.
(3) يريدون أكل الموانئ البحرية
أغلب السودانيين يأكلون كل شيء يمشي على الأرض، دون الخوض في شيطان التفاصيل، عدا الرقشات والمواتر، ويأكلون كل ما يطير عدا الطائرات برغم أن البعض أكل سودانير وأكل خط هيثرو، ويأكلون كل مايسبح عدا السفن والغواصات، ولدينا من أكل النقل النهري، ولدينا من يفكر في اكل الموانئ البحرية، فأحذروا اكلة المال العام الجدد.
(4)الشؤم واحد
البعض يزعم أن أشأم أيام العرب، هي حرب البسوس، التي دارت بين قبيلتي بكر وتغلب، بسبب ناقة، والتي دامت أربعين سنة، وفي تاريخ السودان المعاصر، نجد أن أشأم أيام السودان هي أيام مايسمى ثورة الإنقاذ الوطني، والتي دامت لثلاثة عقود من الزمان، فاذا كانت حرب البسوس اندلعت بسبب ناقة وقتل في تلك الحرب العبثية مئات الآلاف، فان ثورة الإنقاذ قامت بسبب مشروع اسلاموي فاشل يسمى المشروع الحضاري، والذي بسببه انفصل جنوب السودان، وبسببه قتل مئات الآلاف، اذا تتعدد الأسباب والشؤم واحد، هو الجهل والتخلف والتكبر والإستبداد.
(5)جاهزين لفصل الخريف
من يرغب في حكومة افروعربية، او عربية خالصة، تكون عادلة ونزيهة وشفافة، فدونها الطين والمطر!! بالمناسبة الخريف على الأبواب وأغلب الولايات استعدت له، وفي كامل جاهزيتها لاستقباله، وذلك من خلال تصريحات كبار المسؤولين من خلال الأجهزة الإعلامية، ولكن عند الواقع الخبر اليقين، الذي يؤكد أن تصريحات كبار المسؤولين، أصبحت مثل الإسرائيليات، فلا تكذبهم ولا تصدقهم، ولكن عليك أن (تأكل نترك)!! وهيئة الارصاد الجوي، تتوقع هطول أمطار في الأيام المقبلة، وهذه الأمطار، هي من ستكشف، مدى استعدادات الولايات لاستقبال فصل الخريف.