في خطاب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ، بمدينة طيبة الخواض بمحلية المتمة، لاحظ المتلقي أن حميدتي قصد أن يكرر أكثر من مرة ان دعوته تمت من قبل شباب نهر النيل عندما زاره اكثر من (٦٠ ) شاباً بمنزله لدعوته لزيارة الولاية ، وكرر حميدتي العبارة أكثر من مرة لعلمه ان الدعوة من الشباب سيكون لها وقعها وتأثيرها القوي على آذان السامعين.
وحميدتي لم يكشف ان دعوته تمت من قبل (لجنة حميدتي) بولاية نهر النيل التي ورثها من النظام البائد يرأسها سبعة أشخاص من أبناء بعض المناطق من مدينة المتمة ولها اعضاء فاعلين بمدينة شندي.
اللجنة أشبه بلجنة الحشد والجماهير المعروفه في نظام البشير ، وحزب المؤتمر الوطني ، يكلفها حميدتي او تكلف نفسها لا فرق ، المهم انها أوكلت اليها مهمة جلب الحشود في عدد من الاحتفالات الخاصة بدقلو منها احتفالات سابقة في الولاية ، واحتفالات السلام بالساحة الخضراء حيث قامت بإستئجار عدد من المركبات العامة لنقل المواطنين من ولاية نهر النيل الى ولاية الخرطوم، كما إنها ذاتها اللجنة التي نظمت مسيرة اغلاق شارع التحدي احتجاجاً على تعيين والي نهر النيل.
فالاجتماع الذي تم في منزل حميدتي ناقش كيفية التنظيم والتكاليف واتفق فيه الأطراف على عدم دعوة والي نهر النيل او حتى اخطارها بصورة رسمية وان كبير المستقبلين لحميدتي بالمتمة قال له بالحرف الواحد ( لم نقدم الدعوة لوالي نهر النيل وماعندنا بيها أي شغلة)، وابتسم حميدتي وظهرت عليه علامات الرضا والقبول.
وحميدتي يفتخر بدعوة شباب المنطقة له لزيارة نهر النيل ولكن لم يحدثنا حميدتي عن المبلغ الذي خرج من منزله بعربة خاصة وتم ترحيله الي مدينة المتمة قبل الزيارة بيوم ، وعندما قدمت اللجنة جزء منه للرجل البارز بالمنطقة ، الذي يكن عداء صريحاً لوالي نهر النيل اقسم انه لن يقبل (جنيه واحد ) مقابل ان يكرم ضيوفه فالرجل تبرع بتكاليف اكرام الوفد ليس حباً في حميدتي ولكن (نكاية) بوالي نهر النيل.
ومثلما لم يخبرنا حميدتي بهذه المبالغ لم تفصح اللجنة عن كيف توزع هذه الأموال ، فاللجنة التزمت بدفع مبلغ ٥٠ الف للسائق ان قام بترحيل ٣٠٠ شخص الي باحة الاحتفال ، وبالرغم من التزام أصحاب الحافلات بما طُلب منهم الا ان اللجنة لم تلتزم ( كالعادة ) ودفعت ٢٠ الف للسائق.
وكم يسع (جوال السكر ) من فئة ٥٠٠ جنيه هل يتم إحصاء هذه الأموال عداً ، أم يتم وزنها بالكيلو ، سؤال من أحد الحاضرين على هامش الاحتفال ، بعد أن علم أن عربة خاصة حملت الكمية ليلاً من ولاية الخرطوم الى ولاية نهر النيل فالبوكس (المعلوم ) لم تكن هذه زيارته الاولى للمنطقة يعرفها جيدا ً.
والمؤسف ان وفد حكومة (حميدتي) لم يلتزم بقواعد وأدب الزيارة ودخل الولاية من أوسع أبوابها دون أن يستأذن والي الولاية او يشترط لمنظمي الحفل دعوتها ، إن لم يكن من باب الأعراف السودانية فمن الأعراف السياسية ، حتى يكون الحفل حفلاً رسمياً محترماً يليق بوفد حكومي على أعلى مستوياته ، بل انصاع الوفد لرغبات ومكايدات مجموعة من أهل الولاية ، تريد ان تستقوي على امرأة عرفت أنها قوية لا تلين ، واستغل حميدتي هذا لصالحه ، لترميم صورته المتصدعة داخلياً وخارجياً ، واستخدم اعداء الوالي الذين يحملون لها الكُره والبغضاء ، ليصنع خلفيات ( فالصو) تزين بوجوه البسطاء والغلابة لتصورها الكاميرات ويعود الى الخرطوم ( مبسوطاً) وحميدتي الذي غاب نجمه في الخرطوم ، يعلم انه لن يستطيع ان يخدع العامة لكنه راضي ان يكون هو اول المخدوعين ، وتبعه الوفد المرافق أيضاً لشئ في نفسه، فبربكم كل هذه المسرحية (الباهتة) أين قضايا المواطن بنهر النيل منها ، ام انها اعادة لإسطوانة النظام القديم الذي كان يصعد المسئوول فيه على اكتاف البسطاء كذباً ونفاقاً ويرقص على أوجاعهم..؟
فالمواطن هناك اتضح، ان حميدتي يحتاجه ، أكثر من حاجته لحميدتي !!
وانتهى العرض المسرحي (مدفوع القيمة ) دون ان يستفيد أهل المتمة شئ، لكن استفاد حميدتي او هكذا يظن !! .