تأمُلات _ كمال الهدي
عمرة حمدوك..!
. دكتور حمدوك لا هو كافر حتى يفرح المناصرون بإسلامه المفاجيء و(يكاوون) تجار الدين بعمرته وزيرته للديار المقدسة.
. ولا الإسلام ملكاً لتلك الفئة الباغية حتى نهدر وقتنا الثمين دائماً في الدفاع عن تمسك فلان أو علان بثوابت ديننا أمامهم، وكأنهم وكلاء الله في الأرض أو أوصياء على الشعب السوداني.
. لا يهمنا كثيراً إن اعتمر دكتور حمدوك أو زار مسجد المصطفى (عليه صلوات الله وسلامه)، بل هناك أسئلة مُلحة حول زيارته كرئيس لحكومة الثورة للسعودية التي تلعب مع أطراف إقليمية أخرى أدوراً خطيرة في بلدنا الذي بات على شفا حفرة من الدمار الشامل، وربما الزوال من خارطة العالم بشكله الحالي، إن لم ننتبه ونكف عن هذه الإنصرافية التي أوردتنا المهالك دائماً.
. أُستقبِل حمدوك بواسطة ولي العهد السعودي ومر عبر ما يشبه حرس الشرف في زمن الكورونا فتداولنا الصور والتعليقات حول المقارنة بين ذل كنا نعيشه في زمن المخلوع، وبين ما افترضنا أنها عزة وكرامة نعايشهما في عهد حمدوك.
. وفات علينا أن ذهبنا ما زال يُهرب لعدد من البلدان (الشقيقة)..
. وأن ماشيتنا الحية ما زالت تُصدر لذات (الأشقاء) لكي يستأثروا هم ببقايا الذبيح المختلفة ويعيدوا تصدير منتجات سودانية خالصة بعد ختمها بأختام بلدانهم، فيما نكتفي نحن بقيمة كيلوجرامات اللحوم التي كان من الممكن أن تُصدر كلحوم ليستفيد البلد من عائد بقايا الذبيح ويحافظ في نفس الوقت على تميزه بثروة حيوانية يندر وجود مثيل لها في منطقتنا.
. ويفوت على (المحتفلين السطحيين) أننا وبالرغم من كل هذه الثروات المُهدرة عمداً ما زلنا نحتفي بمليار يأتينا من هذه الدولة أو تلك، ومع كل هذا نتوهم أن حمدوك وحكومة الثورة قد أعادوا لنا كرامتنا أمام شعوب العالم.
. الكرامة لا تُقاس بهوامش الأمور من استقبالات وحرس شرف وخلافه يا قوم.
. ولا كرامة (البتة) لشعب ما زال يتسول الآخرين العطايا والهبات مع الإهمال التام للإنتاج في بلد أثرى من كل من ننتظر مساعداتهم.
. فكفانا انصرافية وتهاوناً واستهانة بأنفسنا وبمقدرات وإمكانيات بلدنا، فقد صرنا أضحوكة لشعوب العالم بسبب فشلنا في استثمار كل هذه الموارد والثروات التي حبانا بها المولى عز وجل.
. وسيسألنا رب العباد، يوم لا ظل إلا ظله.. سوف يسألنا جميعاً بحمدوكنا وبرهاننا عن ما فعلنا بهذه الثروات الهائلة وسيحاسبنا على تقصيرنا في إفادة البشرية بمثل هذه الموارد المهولة.