صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الاعتذار وفوبيا الفشل !

14
صباح محمد الحسن

———-

أطياف _ صباح محمد الحسن 

الاعتذار وفوبيا الفشل ! 

وجدت حكومة الدكتور عبد الله حمدوك نفسها أمام جملة من الاعتذارات على طاولة توزيع الحقائب الوزارية

من شخصيات وقيادات حزبية، بل وصل الرفض حتى من قيادات حركات الكفاح المسلح ومع بداية التشاورات وحركة العمل في توزيع وإسناد الوزارات لمن يشغلها من القادمين الجدد، أبدى عدد منهم اعتذاره.

فالدكتور جبريل إبراهيم اعتذر عن تولي منصب وزارة المالية بينما شهدت أيضاً اعتذار ياسر عرمان وخالد سلك من الحرية والتغيير، وحتى بعض وزراء الحكومة الحالية كشفوا عن عدم رغبتهم الأكيدة في البقاء في المنصب، وتؤكد بعض المعلومات أن دكتور جبريل ابراهيم وضع شروطاً مهمه أمام الحكومة ليتقلد منصب وزير المالية وهو ان تُلغى كل الواجهات الاقتصادية الأخرى التي يتسرب منها المال بعيداً عن وزارة المالية على شاكلة الآليات الاقتصادية واللجان وغيرها من الواجهات الوهمية هذا الوصف (على حد تعبيري) وليس قوله ولكنه طلب ان تكون المالية وزارة بحجمها ورفض ان يكون وزيراً (شكلياً) وهذا في رأيي حديثاً مهماً يكشف عن شخصية مسؤولة وجادة تثق من نفسها في القيادة وفي ذات الوقت تتحمل المسؤولية في حال الفشل والقصور، حتى لا يتحول الى وزير (يُصبّح) كل يوم على الناس بشكوى من التدخلات او من عدم علمه بما يجري او انه يعاني من تهميشه وعدم سيطرته على الوزارة.

هذا جبريل ولكن للمعتذرين الآخرين أيضاً أسبابهم لرفضهم عن قبول المناصب، لكن الأمر بعيدا عن تلك الظروف تلك الاعتذارات ترفع الغطاء عن حجم المسؤولية الكبيرة التي اصبحت عاملاً اضف الي ضحالة التجربة في كيفية المقدرة على تحقيق النجاح عند بعض الوزراء وعدم وجود نقاط و أرقام كبيرة في سجلاتهم، خلق بالتأكيد هاجساً ربما يتحول الى فوبيا عند الكثيرين خارج المستطيل الوزاري، أضف الى ان البلاد تعيش مرحلة حرجة تحتاج الى منقذ ينتشلها من غياهب الأزمات التي تعيشها ، تلك الازمات التي جعلت المنصب يصبح غير مغري كما كان في السابق لاسيما ان عهد التغيير لا مجال فيه للفشل وان المحاسبة الآنية قد تتحول أحياناً لمراقبة دقيقة مقلقة لذلك يرى كثير من المتابعين ان الذين لم يحققوا نجاحاً في الحكومة يجب أن يغادروا أمكنتهم باكراً لاتاحة الفرصة لغيرهم ولكسب الزمن الذي يتسرب دون احراز هدف في مرمى الاصلاح والتغيير الحقيقي لذلك أشفق حقاً على الوزراء الجدد من عبء ثقيل جعل الوزارات من بداخلها يتمنى الخروج، حتى ينأى بنفسه بعيداً عن سياط اللوم، فالثورة تريد ان تحصد مازرعته، واسقته بدماء الشهداء ، لذلك الأمر أولاً يكمن فمن هو القادم حقاً حتى لا نستنسخ تجاربنا السابقة !!

طيف أخير:

كرهك لأفعالك السابقة دليل على تطور عقليتك ، إستمر.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد