صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عُدنا وليتنا نصل..!!

16

بلا أقنعة

زاهر بخيت الفكي

عُدنا وليتنا نصل..!!

 

تحية تجلّة واحترام عزيزي قارئ الجريدة أرسلها لك بعد شهور من مُفارقتنا (القسرية) للمكتبات وابتعادنا عمّن يتلهّفون لتصفُّح صفحات الجريدة الورقية وإلى من يعشقون تكرّف رائحة أحبارها ، عُدنا بعد أن فرّقت بيننا الجائحة وعرّقلت طريقنا للوصول إليكم ، وشوقنا يسبقنا إلى معانقتكم مع كُل صباح جديد.

مياه كثيرة مرّت تحت جسر السياسة السودانية المُتصدع الآيل للسقوط ، الأزمات ما زالت تُراوح مكانها يتصدّرها الوقود الذي لن تدور عجلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلّا به ، والواضح أنّ شهور الحظر المفروضة أبطأت حركة الساسة البطيئة أصلاً وأوقفت محاولات العلاج ، وجعلتهم ينشغلون بأزماتٍ أخرى لم يجدوا إلى الوصول إلى حلّها سبيلا.

الأزمات فرضّت علينا واقعاً جديداً لم نرتضيه من قبل حلاً لمُشكلتي الوقود والخُبز إذ اضطررنا اليوم للاصطفاف في سبيل الحصول بسهولة على خُبز أقلّ حجماً من الذي كان ، ندفع في المقابل (إن) توفّر أضعاف السعر القديم الذي رفضنا من قبل أن يزداد مليماً واحدا ، أما الوقود (الجازولين) فأصبح الحصول عليه يحتاج إلى عبقرية ، بالرغم من انتقال غالب المحطات لبيع الوقود بالسعر التجاري الذي تضاعف به سعر اللتر الواحد إلى خمسة أضعاف وما من أثر له في الواقع ، وإيّاك إيّاك عزيزي القارئ أن تتجرأ وتسأل صاحب سلعة عن السبب في مُضاعفة أسعارها..

عزيزي القارئ الكريم

عُدنا والمُنى أن يكون العود أحمدا ، وأن يُصبح علينا الغد وقد أوّرق غُصن شجرة السياسة من جديد ووصل جذعها إلى مصدر المياه حتى ننعم بظلها الوريف ونأكُل من لذيذ ثمارها ، والبلاد بفضل الله تنعم بالكثير الوفير من الموارد تدفعنا في حال استثمارها إلى التحليق في فضاءات الدُنيا الرحبة التي حلّق فيها وسبقونا إليها من هُم دوننا .

الوصول إلى المُبتغى لن يتاتى بالأحلام وبتصريحات الساسة المُتفاءلة ولن نتذوّق حلاوة ثورتنا العظيمة إن لم نستمر في تجرُّع مرارات الصبُر على تجاوز العراقيل والمُطبات الموضوعة أمام قطار الثورة للانطلاق إلى المحطات التي ظلّلنا نحلم بالوصول إليها ، وللحرية والسلام والعدالة مطلوبات أخرى تحتاج منّا لاجتهاد.

نقول قبل الخروج لحمدوك ومن معه في كابينة القيادة أنّ للشباب الصغار آمال عريضة في غدٍ لن يصلونه إلّا بواسطة سُلم متين يتم تشييد درجاته باهتمام وعناية وقد أوكلوكم للشروع في البناء ، واعلموا أنّهم لن يغفروا لكُم أبداً إن خذلتُموهم ولم تصلوا بهم إلى غاياتهم ، وخروجهم في 30 يونيو أكبر دليل على وجودهم ومُتابعتهم اللصيقة لما يجري حولهم ، وما من عاقلٍ واعٍ يظُن أن خروجهم كان للبكاء على أطلال ثورتهم إنّما هو إنذار أخير سيخرجون بعده إن لم تُلبى مطالبهم لارغامكم على الترجُّل.
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد