راى حر
صلاح الاحمدى
هل نحن فى حاجة الي ثورة ثالثة؟؟؟
كان المجلس العسكرى يحس في هذا اليوم انه يوشك علي تحقيق الاتفاق بينه بين ثواره على مناقشة الماضي بشقيه قبل الاقدام على مواجهة الحاضر ورسم خطوط الثورة الشبابية الثائرة ولكنه شعر بوجود بعض الوجوه الغريبة لاحظ انها تريد ان تعيد فتح ابواب هذا الحوار من جديد وكان يحس ان هذه العناصر ذات ميول عقائدية لا تريد ان يمس الماضي لا انها حريصة عليه وانما لانها تعارض الحاضر واتجهاته المعدتلة نسبيا ومن هذا الاحساس راى ان يكون هو البادئ بالهجوم فى محاولة قفل الابواب ان الدخول الى قاعة المحاضرة السياسية بعد بدايتها لا يقتضي ان يعيد الحاضر ما سبق ان بدا به درسه الا انه لا باس من تلخيص ما انتهينا اليه في عدة جلسات لعل ذلك يريح الذين يريدوناعادة فتح الابواب الحوار من جديد ولقد اتفقنا على انه لكي يبنى شباب الحاضر ثورته من اجل المستقبل فان النقطة الاساسية او نقطة البداية التى سوف نقف عندها لبعض الوقت ستسمح لنا بفتح ملفات الماضي لندرسها وندقق فيها ونحدد مسئوليتها ثم ننطلق محتاجين عقولا وقلوبا من نقطة اللافراغ الى مستقبل احسن هناك سؤال لقد لمحنا فى الحوارات السابقة الى معنيين جديديين اولهما ما اسميته الطبقة الجديدة والثاني اطلقت عليه الثورة الثالثة فل تسمح بتفسير ما تعنيه ؟ لقد قامت ثورة 6ابريل للقضاء على اشياء كثيرة منها ما سمي طبقة الاقطاع اذا كان قائما بشكل مرعب وكان لابد من ازالته فهل ازيل فعلا ام حلت محله طبقة جديدة قد لا تكون فى حجم طبقة القطاع القديمة ولكن بالنسبة للمجتمع الجديد طبقة موجودة اطلق عليها اسم الاشتراكين الاثرياء وهذه الطبقة الجديدة التى لا اري البدء بفتح ملفها الضخم بل يتحتم ان نرجع خطوات اخري الى الوراء حيث نقف عند نقطة ارتكاز نعود بها الى ما سبقها ونمضي منها الى ما تلاها وهذه النقطة يحددها التاريخ نافذة لقد كان بيان الثورة الثاني فى صباح ذلك اليوم كان مقتضبا وقصيرا او بمعنى اخر كان البرنامج الذي ارتبطت به امام الجماهير محددا فى نقطة قليلة صمت الشعور العام اذا لمحت الى انها تنوي القضاء على الفساد فى الحكم وفي الجيش ولم يكن واضحا ان هناك برنامجا مدروسا او اهدافنا الاجتماعية او سياسة اواقتصادية بعيدة المدي تنوي الثورة المضي تحقيقها ولم يهتم الناس كثيرا بالتساؤل او البحث وراء دوافع هذه الثورة لان الشعب كان قد ضاق ذرعا بالفساد الذى ساد الحكم الماضي ولست اريد ان اطرح ما تردد من ان الثورة فيما بعد لم نكن من صنع السوداني وحده بل كانت هناك عوامل اجنبية مهدت لها مساعدتها وهيات لهذا الجو المناسب كى تنجح فان هذا يحتاج اثباته الى ادلة تؤكد صحة ما كتب فى الخارج وما اكده بعض الاجانب الذين ادعوا الى تقبل مطالبها نافذة اخيرة ثورة 6ابريل جاءت لترمي قواعد الحرية والعدالة والاطمئنان الى المستقبل والاستقرار الداخلي المدعم بعلاقات خارجية محايدة ثم تطورت بعد ذلك الى ثورة اشتراكية تدعو الى الكفاية والعدل وقد عاشت الجماهير على مدى الشهور الاولي للثورة فى احلام وفي تجارب اطلقة عليها اسم الخطا والصواب بمعنى ان الخطا لا يعنى الفشل وانما الخطا هو الطريق الى الصواب وانه لا باس من ان يقع الخطا ولكن على ان يستمد منه الصواب قبل قيام ثورة ثالثة كانت الوعود المذولة للشعب تتركز على شعار ان الحرية الجميع ثم تطور الشعار فصار لا حرية لاعداء الشعب ومع استمرار تجارب الخطا والصواب وتمزق مجلس قيادة الثورة وانتقال السلطة الى يد فرد تقف الى جانبه طبقة جديدة من الضباط واذا قلت لكم ان الوضع قد تغير تماما اكون غير صادق وان كنا لا ننكر ان هناك محاولات لوقف تيار النفاق ولكن يجب الا تنسي ان الرواسب العميقة الثقيلة لا تزال بسرعة لقد كانت حياتنا كلها فى الماضي ومن ثم فان النفاق وكان النفاقهو العملة المتداولة فان التغير يتطلب بعض الوقت خاتمة لم ننادى بعودة الاحزاب بل قيام احزاب جديدة تثبت فى جوواقعنا الذي نعيش فيه اي اننا نرفض كل قديم كما اننا نرفض كل ما جرب وتكررت تجربته وكان فى اماله فاشلا ونظام الحزب الواحد يعنى قيام ديكتاتورية او على الاقل يترك احتمال استمرارها او قيامها من جديد قائما حتى لو حسنت النيات وتوافرت الرغبات الطيبة ومن هذا الواقع يكون جهد الشباب لبناء جديد عرضة لان ينهار فى اى وقت وفي اي لحظة اذا عودنا قيام ثورة ثالثة دون مبررات واقعية يجب ان نقنع اصحاب السلطة الحاكمة الان من القوات المسلحة التى انحازت الى الشعب وهى تحقن كثير من الدماء بان التغير اصبح ضرورة واعنى به التغير فى الاشخاص والوسائلالتى تاخذ اوضاعنا الى المشتركة امكنتها السليمة اذ لا سبيل الى احداث تغير بوجود القديم على ان هذا لا يعنى الاستغناء على القديم باكمله بل يستغني من العناصر الذي ساهمت فى الاخطاء او تخرجت من مدرسة وضع الماضي القريب برامجها المخربة واذا سالت من الذي يختار من القديم احسنهكان جوابي هو الشعب الذي سيختار والسبيل الى ذلك ان تشكل من الان جماعات تدعو الى الاصلاح وتطالب باحداث التغير عن طريق طرح ارائها فى الندوات فى النقابات العمالية وغير العمالية او بعبارة اخرى طرح بذرة التغير