صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إزالة القراي..رؤية من زاوية مختلفة

11

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

إزالة القراي..رؤية من زاوية مختلفة

قناعتي الخاصة أن الأفكار التي يقوم عليها الحزب الجمهوري هي أفكار خاطئة و نابعة من عقيدة  منحرفة أصلها إجتهاد لم يوفق صاحبه في الوصول الي الحق شأنه شأن كثير من مشايخ الطرق الصوفية من مدعي الكرامات وعلم الغيب  ، و يغلب علي ظني ان الافراط في التصوف هو الذي قاد صاحب الفكرة الي مصيره الذي انتهي به الي حبل المشنقة .
ضعفت الفكره الجمهورية كثيرا بمقتل صاحبها محمود محمد طه ولكنها لم تمت كما اتضح بعد ان برز الي السطح عدد من تلاميذ مؤسسها وتقلدوا مناصبا غير قليلة في الدولة بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة – أبرزها وأكثرها جدلا وظيفة مدير المركز القومي للمناهج التي تقلدها دكتور عمر القراي وهو رجل شديد الانتماء للفكر الجمهوري كما يعرف عنه.
بعد تقلده للمنصب صرح القراي برغبته في تغيير المناهج الدراسية وهي خطوة كانت متوقعة منذ سقوط النظام البائد بسبب الضعف الشديد للمناهج التي كانت تدرس وعدم ملائمتها للواقع الذي يعيشه التلاميذ مما يجعل فكرة تغيير المنهج مقبولة حتي من قبل الذين يطالبون بإقالة القراي من منصبه – ليكون علي ذلك الاعتراض علي شخصية الرجل وفكره المعروف عنه مسبقا وليس علي قرار تغيير المناهج – وذلك بكل بساطه لأن المنهج الجديد نفسه غير معروف حتي الان ؛
ولأن الرجل لن يستطيع ان يضع منهجا منفردا دون الرجوع الي لجان متخصصة ودون إستشارة طائفة من أولياء الامور عن طريق مراكز متخصصة كذلك وسيعلن عن ارقام للاتصال لعمل إستبيانات ضافية ، ثم الحصول علي موافقة المجلس التشريعي- حال تشكيله – او الرجوع الي مجلسي السيادة والوزراء بالعدم .
علي ذلك فالتخوف من إعتماد منهج دراسي يغذي الفكر الجمهوري غير وارد علي الاطلاق  بل ولا أي فكر  أيدلوجي أو جهوي اخر .
نعود للفكر الجمهوري ونقول أنه ليس أشد خطرا من أفكار بعض الطرق الصوفية التي تقدس مشايخها وتعتقد في قدراتهم الي حد اليقين رغم أن بعضهم يدعي علم الغيب وبعضهم يزعم قدرته علي قلب الانثي ذكر او العكس ، وبعضهم يقع في الشرك  والعياذ بالله – ومن أتباع هؤلاء من سبق لهم تولي مناصبا رفيعة بالدولة وفي عهد المشروع الحضاري المزعوم ؛ واجريت حينها العديد من التعديلات علي المناهج الدراسية للدرجة التي حذفت فيها بعض ايات التوحيد من المناهج نزولا علي رغبة بعض الطوائف ولم ينبري وقتها لمناهضة تلك التعديلات غير نفر قليل من جماعة انصار السنة وكنا علي ذلك من الشاهدين .
نقول ، في ظل دولة المواطنة والمؤسسات قد يتقلد المناصب غير المسلمين ، ولكن لن يجرؤ أحد علي اي حال بتغير المناهج حسب ملته – بل ان الحزب الحاكم المحلول كان قد اعلن أن منصب رئيس الجمهورية نفسه لن يقتصر علي المسلمين حال تقدم من هو أهل له .
عليه ، اذا قدم القراي منهجا قويا وعلي اسس علمية واضحة فمرحبا به وبمنهجه ، واذا قدم منهجا معلولا وممجوجا من شاكلة مسكننا وملبسنا وغيره من خزعبلات مناهج عهد اللصوص فلن نتأخر عن الهتاف بازالة القراي…

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد