المجتمع السوداني ، مجتمع تلاقت خيوط نسيجة الإجتماعي وتشابكت على القيم والأخلاق والكرم ، والتعاضد والتكاتف مع الآخر ، مجتمع نمت فيه الروح الإيجابية بالفطرة ، وحواء السودان انجبت رجالا سخًروا أياديهم للعطاء دون مقابل ، وان تكون كريماً عزيز النفس تسعى لبناء ذاتك بذاتك ، افضل من ان تكون متسولاً للغير بلا كرامة ، وابناء السودان بادروا منذ بزوغ شمس المدنية في السودان وطالبوا الحكومة ان تفتح لهم منافذا للدعم والتبرع لبناء الوطن ، عبر بنك السودان وان تزيح كل العقبات التي تحول بينهم وبين مد يد العون للوطن وتأخرت هذه المبادرة كثيرا التي أطلقها رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك مبادرة (القومة للسودان ) الحملة الشعبية للبناء والتعميرفالمواطن عندما يسبق الحكومة في المبادرات يعني انه سيقول سمعا وطاعا عندما تأتي من من الدولة خاصة ان اتت من رجل مثل الدكتور حمدوك لاسيما ان حمدوك رجل ( عفيف اليد واللسان ) وهذا يجعله دائما مكانا ومحلا للثقة والإحترام ، حملة قال انها دعوة للتبرع الجماعي الذي سيُساعد السودان على مواصلة إرث الثورة ، في كلمة وجهها للشعب السوداني، قال فيها كما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الآن مرة أخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد بعد عقود من الدمار والإنهيار، مؤكدا أن معركة البناء والإعمار هى إستكمال للخطى المجيدة التي مشى عليها الشعب السوداني في ثورته المستمرة، والتي توجت بإسقاط النظام المخلوع )
وسياسية التكاتف والتعاون الشريف هذه ، سياسية جديدة على مجمتع الذين وصفوا الحكومة بانها حكومة السفهاء ، (الا انهم هم السفهاء ولكن لايشعرون ) ، هولاء الذين لم يعتادوا على جمع التبرعات من اجل الوطن ، لانهم كانوا (يلهطون) مايُجمع من تبرعات للوطن عبر المنظمات الوطنية والخيرية ، لذلك ستجدهم يسخرون من هذه الحملة ، ويجندون جنودهم لإفشالها وتبخيسها وتثبيط الناس ، هولاء نمت أكتافهم من سرقة الدولارات من البنوك وتعلموا على ان انه من (اللاسفاهة) ان يسرق المواطن من البنك فكيف لهم ان يتقبلوا فكرة ان يدعم المواطن البنك ، هذه نقلة اخلاقية عصية على الإستيعاب عندهم ، كان يجب على حمدوك ان يسبقها بتقديم محاضرات لإسبوع او اكثر يشرح فيها قيمة العطاء وعظمة التعاضد مع الآخر فهولاء يحتاجون الي( إستيفن كوفي) ليعلمهم العادات السبع للناس الأكثر فعالية ، ومن بعدها يطلق حمدوك حملته ، لان وقعها بدون مقدمات عليهم سيدخلهم في صدمة ، ويجعلهم يعيشون على حدود اللاوعي لأيام عديدة ، وسياسية حمدوك هذه هي سياسية اعتمدت عليها كثير من الدول التي استطاعت ان تنقل مجتمعاتها من لُج الفقر الي صفوف الدول المتقدمة وكانت البرازيل إعتمدت في تجربتها التنموية على عدة محاور أبرزها تنفيذ برنامج للتقشف ، بهدف سد عجز الموازنة والقضاء على أزمة الثقة، واتباع سياسات المصارحة والمكاشفة مع الشعب البرازيلي وطلب الصبر على هذه السياسات ودعمها. وقد أدى برنامج التقشف إلى خفض عجز الموازنة وارتفاع التصنيف الائتماني للبلاد، مما ساهم في جذب استثمارات أجنبية قدرت بنحو 200 مليار خلال الفترة من 2004 وحتى 2011، وهي الاستثمارات التي رفعت الطاقة الإنتاجية للدولة وعملت على توفير فرص عمل جديدة ومن ثم المساهمة في حل مشكلة الفقر لعل ، أوجدت بدائل وحلول وطنية كان على رأسها تحجيم الفساد وإصلاح الجهاز الإداري للدولة ومحاربة المضاربة على عملتها في الخارج، إذ تمكنت خلال فترة زمنية قياسية، لم تتعد العشر سنوات من (2003 إلى 2010)، من أن تحقق طفرة اقتصادية مشهودة، بعد أن كانت قد شارفت علي الإفلاس وقالها حمدوك امس القومة ليك ياوطن وبعد استجابة الشعب بصورة مبهرة قاتلة لأعداء التنمية والاستقرار لابد من ان نقول القومة ليك ياشعب .
طيف أخير :
خليك بالبيت