صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ

12

ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
محمدعبدالقادر
ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ

ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ، ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ .
ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻦ ﺳﻴﻌﻮﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺫﻫﺎﺏ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﺗﻔﺎﻭﺿﻬﻢ ﻟﻮﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺻﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺗﺤﻘﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﺗﻮﻗﻒ ﻫﺪﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺗﻔﺘﺢ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻷﻣﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪ .
ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺩﻭﻟﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭﺻﻮﻻً ﻟﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺑﻼﺩﻱ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭﻟﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻷﻥ ﻭﻗﻒ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﻈﻞ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﻇﻠﺖ ﺗﻼﺣﻖ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ .
ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ ﺍﻵﻥ؛ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺧﻤﺴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﺴﺘﻀﻴﻔﻪ ﺟﻮﺑﺎ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ . ﻭﻟﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻡ ﻭﻣﺸﻜﻼﺕ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﺎ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻠﻒ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺒﻼﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪٍ ﺃﻣﻴﻨﺔ .
ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻇﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺩﻗﻠﻮ ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ، ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﺿﺎﻣﻦ ﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻊ ﻳﺴﻨﺪﻩ ﻋﺎﻣﻼﻥ ﻣﻬﻤﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﻃﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻭﻗﺪ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻻﻩ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺑﻤﺴﺎﻋﻴﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺴﺎﻋﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﻭﺃﻟﻔﺖ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ . ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺳﻠﻔﺎﻛﻴﺮ ﻣﻴﺎﺭﺩﻳﺖ ﺭﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺇﻓﺮﻳﻘﻲ ﻧﻴﻠﺴﻮﻥ ﻣﺎﻧﺪﻳﻼ ﺑﺮﻣﺰﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻼﺩﻩ .
ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘﻖ ﻟـ‏( ﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ‏) ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﺮﺍﻙ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﺣﺘﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ، ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﺭﺟﺐ ﺃﺑﺪﻯ ﺗﺮﺣﻴﺒﺎً ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻓﺘﺢ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻭﺍﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ .
ﻣﻼﺣﻈﺘﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺣﻘﻘﺖ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻣﻠﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺑﻘﻠﻖ ﻭﺍﺷﻔﺎﻕ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ .
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺭﺷﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻔﻨﺪﻕ ﻛﻮﺭﻧﺜﻴﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺼﻠﺢ ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻠﺘﺒﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺟﻮﺑﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺩﺍﺭ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻂ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻫﻨﺎﻙ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﺍﻟﻲ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺳﺘﻔﻀﻲ ﺑﻨﺎ ، ﻭﻣﺎﻫﻮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد