ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺭﻯ
ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺒﺎﺯ
ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ .. ﺍﻟﻼﻫﺜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ ( 2 )
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﺮﺃ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻠﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻰ ﺣﻖ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ . ﺇﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻤﻬﺪﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﺭﺍﺋﻊ ﻭﻟﻄﻴﻒ، ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﺰﻛﻴﺔ ﻋﻮﺽ ﺳﺎﺗﻲ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻐﺸﺎﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻬﺎ ﺫﻛﻴﺔ، ﺛﻢ ﻋﻠﻖ ( ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍﺍﻟﻌﺒﻂ ) . ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻻ ﺷﻚ ﺇﻧﻪ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺫﻭ ﺷﺄﻥ ﺭﻓﻴﻊ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﻀﻼﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ، ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻌﻪ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻨﻪ، ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺣﺔ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎً ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺒﻬﺮﺓ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻇﻞ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﻭﻳﺪﻟﻲ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺬﻫﻮﻝ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻳﻨﺘﺤﻞ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ، ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺭ ﻓﺘﺰﻳﻎ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﺗﻀﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﻢ؟ .
2
ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﻨﺴﺒﺔ %60 ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺛﻢ ﻗﺮﺭ ﺻﻔﻘﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ﻭﻣﺤﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ . ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻱ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺭﺷﻴﺪﺓ ﺳﻮﻯ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ، ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﺎﺡ ﺑﺎﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺭﻓﻀﺘﻬﺎ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ .!! ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ؟ .
3
ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺃﻭﻝ ﺃﻣﺲ ﻗﺎﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ( ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻠﻌﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻌﻮﻳﻢ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ) . ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺮ . ﻻ ﺃﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺴﻠﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ، ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻨﻈﺮﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﺮﺍﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺇﺫ ﻧﻔﺬﺕ ﺭﻭﺷﺘﺔ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﻌﻤﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﺄﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺆﺳﺲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﻜﻔﺎﺀﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ . ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻟﺸﺮﻋﻨﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺻﻮﺏ ﺑﻨﺎﺀﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻳﻌﻨﻲ ﻋﺎﻭﺯ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻴﻬﻮ ﻟﻤﺔ ﺯﻱ ﻟﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺩﻳﻚ، ﻭﻳﻤﺮﺭ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺑﺎﻟﺨﺪﺍﻉ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ( ﺑﺎﺭﻛﻮﻫﺎ ﻳﺎﺟﻤﺎﻋﺔ ) ﻭ ( ﻣﺎﻋﻨﺪﻧﺎ ﺣﻞ ﻏﻴﺮ ﻛﺪﻩ ) . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺘﺤﻞ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻓﺎﻹﻧﻘﺎﺫﻳﻮﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺷﻄﺮ ﻣﻨﻚ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳُﻘﺎﺱ . ﻧﻮﺍﺻﻞ