صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺁﺧﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ “ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ” 3

54

شهادتي لله

الهندي عزالدين

ﺁﺧﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ “ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ” ‏ 3 ‏

ﻇﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ “ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ” ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻭﻩ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2000 ﻡ، ﻳﺤﻤِّﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ ” ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻧﺎﻗﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻘﻤﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ – ﻭﻗﺘﻬﺎ – “ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ .” ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻊ “ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ” .. ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻊ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” !!
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺼﻴﺒﺔ ،ﻭﻛﻨﺖُ ﺻﺤﻔﻴﺎً ﺑﺼﺤﻴﻔﺔ ‏) ﺃﻟﻮﺍﻥ‏( ﺣﺎﻭﺭﺕ ﻧﺠﻞ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ‏) ﺍﻟﻤﻐﺪﻭﺭ ‏( “ ﻋﺼﺎﻡ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ” ، ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻏﻀﺒﺎً ﻭﻇﻬﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻹﻋﻼﻡ . ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺃﻧﺴﺎﻩ : ‏) ﻭﺍﻟﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻣﺮﻛﻮﺑﻴﻦ ، ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻌﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ، ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ !!)
ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﻣﻬﻨﺪﺱ ‏) ﻣﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ‏( ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﻀﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺑﻴﻦ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺃﻥ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﺍﻧﺴﺤﺐ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺗﻌﻤﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﺁﺧﺮ ، ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .
ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﻏﺎﺯﻱ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ” ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ‏) ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ‏( ، ﺫﺍﺕ ﺟﻠﺴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻧﻘﺎﺵ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ‏) ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻠﺔ ‏( ، ﺃﻧﻪ ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻷﺳﺘﺎﺫ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺍﻟﻌﺎﺻﻒ، ﻭﺃﻏﻠﻆ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻧﻴﺐ، ﻟﻌﺪﻡ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﻮﺳﻴﻊ ﻣﻮﺍﻋﻴﻦ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ . ﻛﺎﻥ ﺭﺩ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﺃﻧﻬﺎ ‏) ﻓﺘﻨﺔ ‏( ﻭﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ .
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ، ﺃﻥ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻭﺇﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍً ﻓﻲ ﺩﻋﻤﻬﺎ .. ﺧﺎﺋﻔﺎً ﻣﻦ ﻣﺂﻻﺗﻬﺎ ، ﺭﻏﻢ ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻌﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ، ﻭﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺿﻌﻪ ﻛﻨﺎﺋﺐ ﻷﻣﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻔﺰ ﺑﻪ ﻭﺗﺨﻄﻰ ﺑﻪ ﺭﻗﺎﺏ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻣﺜﺎﻝ “ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ” , “ ﻳﺲ ﻋﻤﺮ ﺍﻹﻣﺎﻡ ” , “ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻀﻮﻱ ” ﻭ ” ﻡ ﻫﺪﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ” ، ﻭﻗﺪّﻣﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺎﺋﺒﺎً ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﻭﺯﻋﻴﻤﺎً ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‏) 1986-1989 ‏( ﻭﻋُﻤﺮﻩ ﻗﺪ ﺗﺨﻄﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺑﻘﻠﻴﻞ ! ﻛﺎﻥ ﻭﺿﻌﻪ ﺣﺮِﺟﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺷﻴﺨﻪ،ﻭﺣﺮِﺟﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ !!
ﻟﻜﻦ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﺗﺤﻮّﻝ ﻣﻦ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﻲ ﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ، ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﺎ ﺣﺎﻕ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺇﺑﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﻫﻴﺎﻛﻠﻪ، ﻓﺪﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﻭﻗﻠﻴﻼً ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ،ﺃﻃﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻠﺔً ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺗﻠﺨﺺ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ‏) ﻟﻦ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ !!)
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ” ﺍﻟﺐ ﺷﻴﺮ ” ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ “ ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ” ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2004 ﻡ ﺃﻥ “ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ” ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺟﻞ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻩ : ‏) ﺍﺻﺒﺮﻭﺍ ﺷﻮﻳﺔ ‏( .
ﻧﻮﺍﺻﻞ ﻏﺪﺍً

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد