صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

السنوسي..شر البلية ما يضحك..

11

مذاق الحروف

عمادالدين عمر الحسن
السنوسي..شر البلية ما يضحك..

 

 

بدا الاضطراب واضحا علي أمين شوري حزب الم هؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي خلال التسجيل المصور الذي تم نشره علي بعض مواقع التواصل الاجتماعي يخاطب فيه قواعد حزبه ويطالبهم بالتماسك والاستعداد للمراحل القادمة ، لكن السنوسي زرع القلق في نفوس أنصار حزبه من حيث أراد أن يطمئنهم بارتباكه الشديد وتلعثمه في الكلام ، بل وأكثر من ذلك بالتناقض الواضح الذي حواه حديثه بما سنتعرض لبعضه خلال المساحة التالية .
ابتدر السنوسي حديثه بالثناء علي حكم الانقاذ وبدا كمن اختلطت عليه الامور وتشابه عليه البقر ، فتحدث وكأنه لازال يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية المخلوع وهو يعيد علي الناس بيان البشير الاول بعد الانقلاب ، فقال : ( لولا الانقاذ لشرب جون قرنق القهوة في المتمة كما كان يهدد ، ولسقطت مدن الجنوب الواحدة تلو الاخري ) ، ونسي السنوسي – أو تناسي أن الجنوب كله ذهب بعد ذلك بأمر الانقاذ قربانا لبقاء حزبه علي رأس السلطة الغاشمة .
وفي قول أغرب من سابقه قال السنوسي – وهو يشير الي مذكرة الجيش الشهيرة – أنه لولا قيام الانقاذ لوقع انقلاب قبله من الجيش بقيادة الفريق فتحي احمد علي القائد العام وقتها ، وهم علي ذلك ( الانقاذيين ) قد أنقذوا البلاد من شر انقلاب عسكري محقق بأن استبقوه بانقلاب عسكري أفضل منه ، ولا أعرف لذلك أي منطق خلاف المقولة الشعبية الراسخة ( جنا تعرفو أحسن من جن ما بتعرفو ) .
ثم تحدث السنوسي كما فعل البشير في بيانه الأول المشؤوم عن سوء الاحوال الاقتصادية قبل الانقاذ والغلاء الفاحش وانتشار الفساد ، وكلها امور تفوقت فيها الانقاذ بعد ذلك بجدارة وكسبت الجولة بالضربة القاضية حيث لم تشهد البلاد منذ خروج الانجليز منها فسادا ولا غلاء كالذي استشري في عهدهم الميمون .
قال السنوسي أن الصادق المهدي أقر في البرلمان قبل الانقلاب أن السوق قد غلبه وما عاد يعرف ماذا بامكانه أن يفعل ، والصادق – إن كان قال ذلك – فهي شجاعة تحسب له لاعترافه الصريح ، فغيره غلبته كل الحيل لكنه لم يقر بذلك بل طفق يهرف بما لايعرف ، وينعق بما لا يستطيع مرة بالعلاج بالصدمات وغيرها بطباعة النقود وفقا لنظرية ( الربربة ) الاقتصادية الجديدة .
وبعد أن فرغ السنوسي من حمد الانقاذ والثناء علي إنجازاتها عطف علي عضوية حزبه يحاول تثبيتهم وبث الاطمئنان في نفوسهم في ظاهر قوله ، وفي الباطن يهدد ويتوعد بعدم السماح لقوي الحرية والتغيير بحكم البلاد ثلاث سنوات كاملة في موقف اخر يناقض به رؤية أمين عام الحزب الذي كان قد صرح قبل ايام بأن قوي الحرية والتغيير هي الاقرب لهم من باقي الاحزاب وخاصة المؤتمر الوطني .
ثم قال السنوسي معلقا علي قرار توقيفه مع أمين عام حزبه : سنناهض تلك القرارات بكل ما نستطيع فعله ، وأكثر من خط تحت كلمة ( كل ) هذه ، ثم استدرك قائلا : بالطرق السلمية ، ونقول له أن تجاربنا مع السلمية تقول أنها الاضمن نجاحا والأنسب للوصول الي الاهداف ، وننصحه علي ذلك بالتمسك بها وعدم التهور والتفكير في دعم انقلاب اخر حتي لا يضطر معه الي تبرير مواقفه في مقبل الايام كما فعل عبر هذا البيان .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد