صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تطفيف هيئة علماء السلطان

11

للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
تطفيف هيئة علماء السلطان

* تنطبق على تصريحات رئيس هيئة علماء السودان بخصوص توجهات قوى الحرية والتغيير مقولة (الحاقربك في الضلام يحدرلك)، بدليل أن رئيس الهيئة، الشيخ محمد عثمان صالح، اعتبر انطلاق دوري كرة القدم للسيدات دلالةً على علمانية الدولة؟
* لعلم شيخنا فإن النشاط النسوي لكرة القدم بدأ على أيام النظام السابق، وبأمر اتحادٍ أشرفت على تكوينه أمانة الشباب التابعة لحزب المؤتمر الوطني، وجهاز الأمن، عبر انتخابات سيئة السمعة، استخدمت فيها الرشاوى بالمليارات، نقداً وعيناً على هيئة معدات رياضية، واستغلت فيها مباني الدولة، مثل النادي الوطني وفندق الضرائب لاستضافة الناخبين، توطئة لشراء أصواتهم برشاوى بُذلت لهم على الملأ.
* على شيخنا الكاره لقوى التغيير، المتجاهل للأمر الرباني الملزم (فتبينوا)، أن يعلم حقيقة أن دوري السيدات الحالي ينظمه اتحاد يرأسه د. كمال شداد، عضو هيئة شورى المؤتمر الوطني لدورتين متتاليتين، وعضو برلمان الإنقاذ سابقاً بالتعيين، وأن الاتحاد الفاسد كذب على الفيفا، متجاهلاً قاعدة (من غشنا ليس منا)، ومدعياً أنه يمتلك دوري سيدات من درجتين، كي يحصد مبلغ مائة ألف دولار، يخصصها الفيفا لدعم النشاط المذكور.
* إن كان لا يدري فإن نواب شداد الخمسة في رئاسة الاتحاد الحالي ينتمون إلى المؤتمر الوطني، كما أن عبد العزيز سيد أحمد الذي يعمل رئيساً للجنة الاستئنافات (الجهة التي ستختصم لديها الفرق المشاركة في دوري السيدات)، يُعدُّ من غلاة المنتمين للحزب نفسه، وقد عمل خازناً لأموال نقابة المحامين في العهد البائد، وأشرف بنفسه على عقد جمعية عمومية هزلية، أدت إلى تجميد نشاط الاتحاد السوداني بأمر الاتحاد الدولي لكرة القدم.
* على أيام العهد البائد شاركت نساء سودانيات في ألعاب ومسابقات عديدة إقليمياً ودولياً ومحلياً، وظهرن في الألمبياد غير مرة بالزي الرياضي القصير، ولم نسمع أي فتوى من هيئة علماء السلطان، تحرِّم نشاطهن، أو تجرِّم الإنقاذ، وتتهمها بأنها تسعى إلى علمنة الدولة.
* لا علاقة لقوى الحرية والتغيير بنشاط كرة السيدات الحالي، لأن الاتحاد الذي دشن النشاط في إستاد الخرطوم قبل أيام من الآن يتبع بكامله إلى العهد البائد، ويُعدُّ مولوداً شرعياً له، وقد تدخل في انتخابه الرئيس المخلوع شخصياً، عندما اختار الفريق عبد الرحمن سر الختم لرئاسته قبل أن يتم استبداله بكمال شداد.
* نسأل شيخنا الحانق.. في العهد البائد استشرى الربا، وتم استخدام القروض الربوية في تمويل العديد من مشاريع الدولة، تحت سمع وبصر هيئتكم، وبفتاوى قننت تلك الممارسة المخالفة للشرع، وفيه تمدد الفساد حتى ملأ البر والبحر، وتعددت ظواهر إعفاء سارقي قوت الناس من المحاسبة بمادة التحلل (سيئة السمعة)، ولم نشهد إقامة أي حد عليهم على مدى ثلاثين عاماً، فلماذا لم تتهموا الإنقاذ بأنها (تبنت العلمانية، وسعت إلى علمنة الدولة)؟
* توجد نصوص قرآنية قاطعة تحرِّم السرقة، وتجرِّم المتعاملين بالربا، ومنها قوله تعالى في محكم تنزيله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، فهل يستند مولانا إلى أي نص يحرم ممارسة المرأة للرياضة؟
* كان عليه أن يجتهد في وضع الضوابط الشرعية التي تكفل للمرأة ممارسة حقها الطبيعي في التريض بما يوافق صحيح الدين، لا أن يتسرع في تحريم ممارستها لكرة القدم أو غيرها من الرياضات على وجه التعميم، وقد ورد في الأثر أن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه سابق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فسبقته.
* أكثر ما أثار تعجبي في حديث مولانا ما ذكره عن أن كرة القدم تديرها (الماسونية العالمية بتوجهاتها العلمانية).. من أين أتيت بهذا الحديث العجيب يا شيخنا، وما دليلك عليه؟
* النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم يحرِّم الزج بالدين في أنشطته، ويعاقب من يفعل ذلك بصرامة، فمن أين أتيت بحديثك العجيب المعيب؟
* وهل اكتشفتم فجأة أن كرة القدم ماسونية التوجه بعد أن دالت شمس الإنقاذ إلى مغيب؟
* نختم مقالنا بمثل ما بدأنا، ونقول لشيخنا إن كانت كرة القدم ممارسة تتولى كبرها الماسونية، وكانت ممارسة النساء لها رجساً من عمل الشيطان، ودليلاً على علمانية الدولة فقد تم ذلك كله في العهد البائد، وامتد إلى العهد الحالي بأمر منتمين للمؤتمر الوطني، ولم نسمع يوماً أنكم اتهمتم البشير وحزبه وأنصاره بأنهم يسعون إلى علمنة الدولة.. تلك بضاعتهم رُدَّت إليهم بأمر منسوبيهم، ففيمَ ولمَ وعلامَ تطفيفكم في الفتوى.. دام فضلكم؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد