ﻋﺰ ﺍﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻡ ﻭﺿﺎﺡ
ﺻﺢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻳﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ
ﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﺣﺪ ﺯﺍﺋﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﺗﻨﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ “ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ” ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﻬﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺮﺍﻙ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮﻅ، ﻭﻗﺪ ﺃﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ، ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ، ﻭ ) ﻣﺎ ﻻﻳﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﻳﺔ ﻣﻌﺎﻩ ( ﻳﺮﻛﺐ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻮ ﻭﻳﺘﻤﺘﺮﺱ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻷﻧﻴﻖ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻖ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﻒ ﺍﻟﻐﺒﺶ ﻭﻳﻨﺤﺎﺯ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻘﻠﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻛﺘﺮ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺼﺎﻗﺎً ﻭﺗﻤﺎﺳﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻭﻫﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻀﺒﻂ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺑﻼ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﺒﻂ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﻳﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﺸﻊ ﻭﺍﻟﻄﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭﻩ ﺇﻻ ﺍﻷﻧﺎ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ “ ﻣﺪﻧﻲ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺧﻄﻮﺓ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ
ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﻲ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﻌﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻮﺟﻌﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻀﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻟﻼﻧﺼﻴﺎﻉ ﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺴﻴﺐ ﺃﻭ ﺭﻗﻴﺐ ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻐﺮﺓ ﻟﻮ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﻔﻠﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺳﻴﺮﻯ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻳﺘﻠﻤﺲ ﻣﻠﻤﺲ ﺍﻟﻴﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﻢ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻄﺤﻮﻧﻴﻦ ﻣﻬﻀﻮﻣﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺑﺪﻻً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻗﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﻭﺍﻷﺿﺎﺑﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺢ ﺗﺨﻠﻴﻪ ﻻﻓﻲ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﻛﺮﻋﻴﻪ، ﻓﻴﺎ ﺳﻴﺪ “ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ” ﺃﺧﺮﺝ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﻫُﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭﺑﺮﻳﻘﻪ ﻭﺗﻨﺰّﻝ ﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﻐﺒﺶ ﻭﺁﻣﺎﻟﻬﻢ ﻭﺃﻣﺎﻧﻴﻬﻢ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻻ ﺗﻨﺲَ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻚ .
ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺑﻴﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺗﻌﺮﻓﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻚ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻣﻦ “ ﻣﺪﻧﻲ ” ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺣﺮﺍﻛﺎً ﺟﺒﺎﺭﺍً ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﻣﺔ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ﻭﻳﻬﻤﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﻐﻴﻴﺮﻙ ﻟﻤﻈﻬﺮﻙً ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﺒﺪﻝ ﻓﻞ ﺳﻮﺕ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻛﺔ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ ﻭﺗﻨﺎﺳﻖ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ .
ﺍﻟﺪﺍﻳﺮﺓ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﺇﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻭﻣﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻐﻤﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﻥ .
} ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺰﻳﺰﺓ
ﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻔﻮﺿﻴﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺮﺿﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻭﻳﺤﺘﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺑﺘﺠﺪﻉ ﻻ ﺑﺘﺠﻴﺐ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭ .
} ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻋﺰ
ﻭﺍﺿﺢ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﺩﻛﺘﻮﺭ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﺣﻘﻖ ﻧﺠﺎﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﻫﻤﺔ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺘﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻥ