حذرت منظمة حقوق الإنسان والتنمية (هودو) من مواجهة محتملة بين أهالي مدينة تالودي- جنوب كردفان وقوات الدعم السريع التي تحرس شركة الجنيد التي تتبع لعائلة عضو المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي) نتيجة لرفض أهالي تالودي المعتصمين منذ 5 سبتمبر 2019 إستخدام السيانيد في التنقيب عن الذهب.
ودعت المنظمة حكومة السودان إلى أن تولي رأي المجتمع المحلي وطلباته الأهمية اللازمة. وطالبت المنظمة حكومة السودان بضمان سلامة المعتصمين وأمنهم مع كفالة حق التعبير، وناشدت المنظمات وهيئات المحامين بضرورة إعضاء الأمر الدعم والمراقبة اللازمة من أجل حماية المعتصمين.
وتقع تالودي على بعد 81 كم في الإتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة كادقلي عاصمة بجنوب كردفان. يوجد حول مدينة تالودي حوالي ستة مواقع للتنقيب الأهلي للذهب تنشط فيها عدد من الشركات (السنط، أبرسي، لانوس، الدولية والجنيد) وأنشأت بعض الشركات مصانع تستخدم فيها مادة السيانيد دون أن تتخذ إجراءات السلامة اللازمة أو العمالة المتخصصة في التعامل مع مثل تلك المواد السامة، متجاهلةً قلق المجتمع المحلي وسط غياب كامل لدور السلطات المحلية في حماية الحياة وسلامة البيئة.
وكشف البيان أن شركة أبرسي إستعانت في يوم 31 أغسطس 2019بخمسة من العمال لتفريغ جوالات صغيرة جلبتها شاحنة للموقع، فبعد أن بدأوا في عملية التفريغ بدأوا يحسون بسخونه على ظهورهم من أثر التحميل وفي اليوم التالي تفسخت جلود ظهورهم وبدأت عليهم نوبات قيئ وإسهالات. وقال (مواطنو تالودي انتبهوا إلى إصرار تلك الشركات علي إستخدام المواد السامة بالرغم من تأكيد تلك الشركات قبلاً بعدم إستخدامها).
وأشار البيان إلى أن اللجنة المكونة من والي جنوب كردفان للتحقيق في المزاعم حول شركات التنقيب عن الذهب بدأت أعمالها برفقة لجنة أمن المحلية ومجموعة من الشباب النشط بالمنطقة وبدأت بزيارة موقع شركة أبرسي ثم بعدها دلفت لموقع شركة الجنيد حيث إعترض دخولهم لمباني الشركة جنود من قوات الدعم السريع علي سيارتين وبصعوبة سمحوا للجنة الولاية واللجنة الأمنية بالدخول بينما منعوا الشباب وهددوهم بالإعتقال.
وذكرت منظمة حقوق الإنسان أن جنود قوات الدعم السريع بتالودي تعمدوا في يوم 9 سبتمبر 2019 إطلاق أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وخفيفة في الهواء بينما هم يجوبون شوارع المدينة بسياراتهم التي يقودونها بشكل متهور. وقالت (في نفس اليوم رفع المواطنين المعتصمين خطاب لوالي الولاية عبر اللجنة الأمنية بتالودي بمطالبهم معلنين مرابطتهم بأرض الإعتصام لحين تنفيذها).