صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فاجعة السوكي ..

22

نبض الوطن

احمد يوسف التاي

فاجعة السوكي ..

فُجعت مدينة السوكي صباح أمس، بأحداث دامية استشهد خلالها مواطنان اثنان وأصيب تسعة أشخاص من بينهم مدير شرطة السوكي برتبة عقيد وفرد آخر بالقوات المسلحة، وذلك بعد اشتباكات بين مواطنين هناك وقوات نظامية.
وتعود تفاصيل هذه الحادثة بحسب شهود عيان إلى أن بعض الشباب تظاهروا أمس وكانوا يهتفون بطريقة رأت فيها تلك القوة استفزازاً لها ، فقامت هذه القوات بإرغام عدد من المتاجر بالسوق على الإغلاق، وفي المساء اقتحمت هذه القوة أحد الأندية الرياضية وتعرضت بالضرب على بعض المتواجدين هناك، وهو أمر أنكرته هذه القوة مما دفع المواطنين في ذات المساء للتجمهرحول مكاتب الأمن حيث يتواجد أفراد هذه القوة وطالبوا برحيل هذه القوات من المدينة وظلوا هناك حتى الساعة الثالثة صباحاً إلا أن الأمطار فرقت تجمعاتهم، وفي صباح اليوم التالي وعند التاسعة والنصف صباحا، بدأ المواطنون في التجمع هناك وجددوا المطالبة بإبعاد هذه القوات من المدينة، ما دفعها إلى إطلاق النار عشوائياً على المواطنين الأمر الذي أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة ما يقارب العشرة من الطرفين، وبعدها هرع والي سنار المكلف إلى منطقة الحادثة وأمر بتسليم أفراد القوة التي أطلقت النار على المواطنين سلاحهم وحبسهم إلى حين محاكمتهم، وأخذت منها سياراتها إلا أنها عادت لإطلاق النار عشوائياً على الجميع ما أدى إلى إصابة أحد أفراد الجيش، وتحت غطاء النيران غادرت تلك القوات المدينة وسحبت سياراتها…إلى هنا تنتهي رواية شهود العيان والتي تطابقت مع مصادر عدلية هناك.
نعم، هكذا حصدت فوهات البنادق الآثمة أرواح مواطنين عُزل، ليبقى السؤال: إلى متى تظل دماء الشعب السوداني مستباحة ورخيصة، فقبل أن تجف دماء شهداء الثامن من رمضان، سالت شلالات من الدماء في مجزرة القيادة العامة في 29 رمضان، وفي الحالين كان الجاني شبحاً تراه العيون ويمُر أمامها كالطيف فلا تستطيع الإمساك به، وقبل أن تجف المآقي من ساخن الدموع تراكمت عليها أحزان شهداء مسيرة 30 يونيو، وفي كل مرة تُشكل لجان التحقيق لتهدئة الخواطر فقط والنتيجة صفر كبير ومزيد من الغموض، والآن جاءت فاجعة السوكي تقتفي أثر سابقاتها دون خوفٍ من حساب، غير أن الجاني هذه المرة لم يكن شبحاً ولا طيفاً ولا خيالاً بل رآه الناس رأي العين وأمسكوا به ثم “طار” إلى حيث يريد نأمل أن يُعاد إلى قفص الاتهام ليلاقي جزاءه عاجلاً دون تسويف أومماطلة،ولتتحمل الشرطة مسؤولياتها القانونية والأخلاقية ولا تتركها لأية جهة مهما علا كُعبُها…
بالـله عليكم انظروا إلى ثورة الجزائر التي ما هدأت مواكبها أسبوعاً واحداً منذ إنطلاقتها في فبراير لم تقتل قوات الأمن ولا مواطناً واحداً، والمُسن الوحيد الذي لقي حتفه كان بسبب التدافع، فليسأل المجلس العسكري نفسه: لماذا يحدث ذلك في الجزائر ولا يحدث في السودان؟ ولماذا يُعامل المواطن السوداني بهذه الطريق اللا إنسانية؟…الـلهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد