جاء في الأخبار أمس، أن قوات الدعم السريع اتهمت جماعات وعناصر تتبع للحركات المسلحة قامت بارتداء زيها والتحرك عبر ناقلات لإثارة الفتنة، وقال رئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع اللواء عثمان محمد حامد إن تلك الجماعات عملت على تشويه سمعة الدعم السريع إبان اعتصام المحتجين أمام القيادة العامة..
بالطبع هذا الاتهام لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه إليه قائد الدعم السريع نفسه الفريق أول محمد حمدان دقلو،عندما قال إن فض الاعتصام أمام القيادة العامة فخ تم نصبه لقوات الدعم السريع، وقد أمسك حميدتي عن اسم الجهة التي أطلقت النار على المعتصمين وارتكبت المجزرة وأرادت توريط قواته، ولكنه ـ أي حميدتي ـ أمسك وقتها عن ذكر تلك الجهة ناصبة الفخ لقواته، خشية التأثير على سير التحقيق كما قال. وكان حديث حميدتي يومذاك يحتمل الإشارة بأصابع الاتهام إلى عدة جهات وليس الحركات المسلحة وحدها، غير أن الجديد اليوم في حديث رئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع اللواء عثمان محمد حامد هوالاتهام المباشر لجماعات وعناصر تتبع للحركات المسلحة..
الحديث عن انتحال جهات لصفة قوات الدعم السريع أيضاً تكرر من بعض قادة هذه القوات بعد فض الاعتصام وارتكاب بعض التجاوزات والجرائم من قبل قوات ترتدي زيّاً نظامياً، حيث اُعلن عن وجود عناصر تنتحل صفة قوات الدعم السريع واقترفت جرائم بغرض الإساءة إلى هذه القوات…
لدي ثلاث ملاحظات حول هذه التصريحات المتواترة في هذا التوقيت، الملاحظة الأولى تتصل بأن مثل هذه التصريحات خاصة من جهات مؤثرة في هذا التوقيت تحديداً تبدو مُضرة للغاية لجهة أنها تؤثر بشكل مباشر على سير التحقيقات التي مازال الشارع السوداني ينتظر نتيجتها على أحرّ من الجمر، ويتساءل عن أسباب تأخير إعلانها الذي كان مقرراً له قبل أسبوعين أو أكثر بحسب الفريق كباشي، وما زلنا ننتظر ذلك السبت الموعود الذي تحول إلى “ذات سبت” يا سعادة…
الملاحظة الثانية يتصل بمنطق أن أي حديث عن أن هناك جهات تنتحل صفة الدعم السريع وترتكب المجازر وكل الجرائم يصبح حديثاً غير ذي قيمة طالما أن الدعم السريع حتى هذه اللحظة لم تلق القبض على هذه العناصر التي ترتدي زيها العسكري وتمتطي صهوة تاتشراتها وناقلاتها وتقترف كل الخطايا والموبقات وتسيئ إلى سمعتها وتسعى إلى تشويه صورتها، فهل عجزت قوات الدعم السريع بكل صولجانها وقدراتها العالية عن الوصول إلى من يفعل بها كل هذا ويجوب الأرض شرقاً وغرباً بناقلاتها التي ملأت البراري والصحارى، أيعقل هذا..؟ أما الملاحظة الثالثة تبدو في أنه طالما أن قوات الدعم السريع حددت هوية هذه العناصر وتبعيتها للحركات المسلحة، أما كان من الأجدى أن تكثف جهودها للقبض عليها بدلاً من الإعلان عنها باعتبار أن الإعلان عنها يُصعب مهمة القبض عليها وينبهها للاختفاء وأخذ الحيطة والحذر… الـلهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.