> اقولها ضربة لازب إنه لا علاقة لقوات الدعم السريع بالرصاص الذي اودى بحياة المتظاهرين والقوات النظامية في ميدان القيادة العامة ومحيطها في يوم الاثنين الدامي ثم ما تلاه بعد ذلك بيومين.
> لماذا اقول ذلك؟ اجيب : لانه لا يوجد سبب يحملني على تكذيب قائدها الفريق اول حميدتي ثم لأن عددا من القيادات العسكرية العليا اكدت ان الرصاص انطلق من اعلى كبري الحديد ثم لان بيان رئيس المجلس العسكري الفريق اول البرهان اكد أن هناك مندسين وحركات مسلحة بين المعتصمين داخل ميدان القيادة العامة ثم لان المتمرد عبدالواحد محمد نور اكد في تسجيل مصور ان قواته توجد داخل ميدان الاعتصام.
> اقول إن من اطلق الرصاص هو المستفيد مما حدث بعد ذلك في مائدة التفاوض بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الذي القت عليه احداث الاثنين الماضي ضغطا نفسيا ومعنويا هائلا ارغمه على تقديم تنازلات خطيرة ادهشت حتى قوى الحرية والتغيير نفسها فقد حدثت (انبراشة) غريبة غير مسبوقة في تاريخ السودان ولا اجد مثيلا لها غير (انبطاحة) نيفاشا التي كنا قد قلنا فيها اكثر مما قال مالك في الخمر فقد منح المجلس العسكري مفاوضيه في ساعات قليلة ما لم يحصلوا عليه طوال شهر كامل مما اقض مضاجع قطاعات واسعة من الشعب السوداني الذي حصد من ذلك الاتفاق الكارثي الهشيم وجنى منه العلقم فما من اتفاق يهدد بانفجار الاوضاع وانزلاق السودان في مستنقع الحرب الاهلية مثله.
> لكن دعوني ، قبل ان اواصل ، اسأل الطغاة الجدد من الاعلاميين الذين يطالبون بتكميم الافواه ومصادرة الصحف بل وبايداعنا السجون حتى نصمت ونخلي لهم الجو لينشروا افكهم واضاليلهم على شعبنا الصابر المحتسب .. لماذا ايها (الرفاق) تضيقون ذرعا بالحريات التي لطالما نعيتم على النظام السابق اهدارها والتضييق عليها؟ لماذا تكسرون اقلامنا وقد كنا نطالب خلال النظام السابق بالحريات بل كنا نعاني من انتقاصها باكثر مما تعانون؟!
> لو اقتصر الامر على سفهاء الاسافير لما اعرناهم اهتمامنا اما ان يهاجمنا مدير تحرير احدى الصحف الورقية المحترمة ويطالب من خلال قناة الجزيرة مباشر باعتقالنا وبكسر قلمنا مثل صاحبه الآخر الذي حرض علينا السفهاء مما دعاهم لنشر وصف لمنزلي واماكن وجودي لشذاذ الافاق حتى ينالوا مني ومن غيري من الكتاب الرافضين للدكتاتورية المدنية الانتقامية الجديدة التي يتم تشكيلها هذه الايام بدون تفويض شعبي ، فانه لشيء يثير الغثيان فوالله لا احزن على تنكر امثال هؤلاء الادعياء للحريات التي صدعونا بالحديث عنها بقدرما احزن لتجردهم من الاخلاق فبئس الرجال هم فقد انكشفوا وتعروا امام محكمة التاريخ.
> قديما قالها ربنا سبحانه متحدثا عن اليهود الذين كانوا يخشون من افتضاح حجتهم الداحضة امام البيان القرآني الدامغ : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ).
> ظللنا نقول إن القيم لا تقبل القسمة على اثنين ولا يجوز للمرء ان يطلب العدالة لنفسه ويرفضها لغيره وذلك ما جعلنا نمقت السياسة المجردة من الدين والاخلاق ونشن الحملات على بني علمان من اتباع السياسة القذرة ذلك ان الله هو الذي امر بالقوامة لله والشهادة بالقسط ثم وجه بالآتي :(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
> أي لا يحملكم بغضكم لقوم الا تعدلوا ولكن متى كان بنوعلمان مؤهلين للارتقاء لتلك المقامات السامية وهم يجرون البلاد بسلوكهم الهمجي نحو فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر ؟!
> لم ادهش للسلوك الاقصائي للشيوعيين ذلك ان ماركسيتهم تقوم على نظرية الحقد الطبقي إذ لا تنبني اليوتوبيا الشيوعية العمياء الا على انقاض الماضي فكل طبقة تسحق سابقتها سحقا ولذلك لم نستغرب منهم ترحيبهم بالانقلابات العسكرية في جوارنا الاقليمي بالرغم من رفعهم عقيرتهم اناء اليل واطراف النهار للمطالبة بالحريات وبالديمقراطية في السودان .. ذلك يكشف ضعف مرجعياتهم القيمية والاخلاقية مما يجعلهم على الدوام يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم.
> هذه مجرد مقدمة لما ساحدثكم عنه غدا باذن الله عن مواقف قوى الحرية والتغيير التي لا استغرب سلوك الشيوعيين داخلها انما ادهش لسلوك اخرين كنا نظنهم من الاخيار بعد ان انقادوا كالقطعان الضالة للحزب الشيوعي رغم ما يعلمونه عن تاريخه الدموي وسلوكه اللا اخلاقي الخطير على حاضر ومستقبل السودان.