قيل أن مقولة (كلمة حق يراد بها باطل) تُنسَبُ لخليفة المسلمين علي بن أبي طالب “رضي الله عنه” حيث قالها في موقعة صفين سنة 37 هـ والتي كانت بين جيشه وجيش معاوية بن أبي سفيان.
وقد كان سبب المعركة هو رفض معاوية وأهل الشام مبايعة علي خليفةً للمسلمين، إلا بعد القصاص من قتّلة ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان.
أما إذا أردت أن تعرف معنى هذه المقولة عزيزي القارئ فلا تتعب نفسك وتبحث في معاجم معاني الأقوال المأثورة وأمهات كتب التأريخ فالمعني موجود بين يديك (طازة) و (مقشر) إذ ما عليك إلا أن تسال أحد (المعممين) الذين خرجوا من بعض المساجد يهتفون عن سبب خروجهم فسوف يقولون لك :
نصرة الشريعة !
يا له من هدف سام وقول جميل ومن منا لا ينصر وينتصر لدين الحق وأوامر الله وشرعته؟ فهذا الشعب شعب مسلم بالفطرة بل من أكثر الشعوب المسلمة التي تمارس الإسلام فعلا لا قولا في كل معاملاته وسلوكه لذا فقد رفض حكم الإنقاذ وما يطبقه من شريعة (مدغمسة) أحلت (الربا) وقتل النفس وأكل أموال الناس بالباطل وتشريد العاملين والإبادة الجماعية والكذب والخداع والفساد بأنواعه
• نصرة الشريعة؟
كم لبثتم يا قوم ؟ أنيام أنتم؟ أين كنتم؟ أين هذه (الحلاقيم) التي تشق اصواتها عنان السماء؟ لقد رفض كل هذا الشعب شريعة المخلوع (المدغمسة) وطالبه بشريعة السماء التي لا تظلم أحد ، رفض هذا الشعب إزهاق الأرواح وتعذيب بيوت الأشباح وتقنين السرقة (بالتحلل) وإجازة قروض (الربا) و(لهط) المال العام (فأين كنتم؟)
• نصرة الشريعة؟
أين كانت (حلاقيمكم) في سبتمبر 2013 وقد أزهقت الأرواح حينما حصد الرصاص فلذات أكباد هذا الوطن ولم يسلم من ذلك حتى صغار تلاميذ المدارس ؟ (في زول فيكم قال بغم؟) بل أين أنتم والرصاص يحصد أبناءنا الآن؟ والملثمون يقتحمون حرمة المنازل ؟ هل أخرجت هيئاتكم بيانات (إدانة) وأنتم ما فتئتم تدينون أي عدوان على أي مسلم حتى وإن كان في (نيوزيلندا) ؟
• نصرة الشريعة؟
أين كنتم حينما مارست الإنقاذ المدحورة الإبادة الجماعية للآلاف من أهلنا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بل أين كنتم حينما مارست مليشيلتها الاغتيال وازهاق أرواح الطلبة في ساحات الجامعات في الخرطوم ومدني وسنار ودنقلا وزالنجي والدلنج والفاشر وفي كل مكان أماكن التعليم؟ بل أين كنتم حينما إغتالت الإنقاذ المدنيين العزّل في بورتسودان وأمري وكجبار والفاشر والجنينة وفي شوارع الخرطوم ومدني وغيرها, لم تسلم من أذى سدنتها بقعة من الوطن ولم تشفع عندهم إنها دماء مسلمين !
• نصرة الشريعة ؟
إن نصرة الشريعة التي نعرفها في الوقوف مع الحق وإيقاف من يتعدى حدود الله (عند حدوده) وللأسف فقد مارستم السكوت المشين وأنتم تشاهدون بأعينكم الأرواح تزهق والدماء تسيل والأموال تنهب والحرمات تنتهك وآثرتم الخضوع والخنوع ودعة العيش وأشتريتم الحياة الدنيا بثمن بخس فلا تحدثونا عن نصرة لشريعة تقاعستم عن نصرتها (وعملتو نايمين) يوم أن انتهكت عياناً بيانا واليوم تخرجون تدعون إلى نصرتها وكأنها تواجه خطراً أكبر مما واجهته في العهد الإنقاذي الفاسد المدحور ، حقاً ( الرجال يُعرفون بالحق , وليس الحق يُعرف بالرجال ) .
• نصرة الشريعة ؟
نعم إنها كلمة حق يراد بها باطل .. إذا كان المقصود بالشريعة الإلتزام بتعاليم الدين الإسلامي فالسودانيون أكثر خلق الله إلتزاماً بها أما إذا كان الذين يهتفون بنصرة الشريعة ينادون بعودة شريعة الإنقاذ فشعبنا المسلم يرفضها تماماً لأنه مع شريعة العدل والمساواة .. شريعة (لو سرقت فاطمة بنت محمد) لا شريعة (التحلل) والسكوت المخزي للعلماء !!
كسرة :
في ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺍﻟﺨﺘﺎﻣﻰ ﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ الذي أقيم بقاعة الصداقة خاطب الرئيس المخلوع الحضور قائلاً :
(ﻧﺤﻦ ﻣﺎﺿﻮﻥ ﻓﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻒ ﺍﻟﻤﺘﺎﻣﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺨﻮﻧﺔ ﻭﻻ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ) !!
فهتف الأرزقية والمصلحنجية وناس (الباسطة) وبعض الذين خرجوا لنصرة الشريعة الآن : (ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺯﻫﻖ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎﻥ ﺯﻫﻮﻗﺎ) ثم أردفوها بـ (سير سير يا بشير ) !
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟