* تتعامل الدول الغربية وبعثاتها الدبلوماسية في الخرطوم بإيجابية ومحبة مع الثورة والثوار، ويسجل سفراؤها وممثلوها الزيارة تلو الزيارة لميدان الاعتصام والإطمئنان على حال المعتصمين وتقديم الدعم الطبى للعيادات الميدانية وزيارة الجرحى بالمستشفيات، والترحم على الشهداء والتعاطف مع اسرهم، وإدانة الإعتداءات على المواطنين وتحميل المسؤولية للمعتدين بكل جرأة وشفافية .. وكمثال، بيان السفارة الامريكية الذى حمّل القوات النظامية والمجلس العسكرى مسؤولية الاعتداء على المعتصمين في شارع النيل بالخرطوم يوم الاثنين الماضى، وبيان الخارجية الفرنسية الذى طالب بتقديم المتورطين الى العدالة، والتقارير المختلفة للمنظمات الحقوقية العالمية حول نفس الجرائم .. !!
* على العكس من ذلك، فإن الدول العربية إما شيطان أخرس ساكت عن قول الحق، أو (عدو) ساعٍ لاجهاض الثورة وزرع الفتن وتأليب بعض أبناء الشعب على شعبهم، وتحريضهم على إغتصاب حقوقه.. !!
* أما العاقون الخاسرون، فلا يستحقون الحديث عن فضائحهم ومؤامراتهم لولا المسؤولية الاخلاقية تجاه الشعب، ولا تأنيبهم وإنتقادهم، فالتأنيب يوجه لمن يشعر بخطأه فلا يكرره مرة اخرى، والنقد يوجه لمن يُرجى صلاحه … ولا هم بالذى يحس بالندم فيستحق اللوم، ولا الذى يصلحه النقد فيوجه إليه الإنتقاد !!
* اكثر من خمسة وثلاثين يوما منذ الاطاحة بالمخلوع البائس، ولا يزال الخاسرون يراوغون ويماطلون ويتآمرون ويمتنعون عن الاستجابة لمطالب الجماهير، وتطلعاتها المشروعة في دولة مدنية ديمقراطية تسود فيها مبادئ الحرية والسلام والعدالة، متجاهلين انتماءهم لهذا الشعب والتضحيات الغالية التى قدمها والصعوبات البالغة التى واجهها طيلة العهد البائد، وبعد اندلاع الثورة قبل اكثر من خمسة أشهر، ومنذ خلع المخلوع الراقص القاتل!!
* كل القتلة والمجرمين واللصوص ومدمرى الوطن وسارقى اموال الشعب خارج السجون، بل غادر معظمهم الى خارج البلاد تحت بصر وسمع وتسهيل الحكم العسكرى، ولقد سمع الكل بمهزلة اللص شقيق المجرم المخلوع المدعو (عباس) الذى زعم الناطق الرسمى انه في السجن مع شقيقه الأكبر، ثم اتضح انه مطلق السراح ولم يُقبض عليه، أو قبض عليه ثم أطلق سراحه، ثم سُمح له بالسفر الى خارج البلاد !!
* وسمعوا بمهزلة جمال الوالى، ومهزلة عطا المنان، ومهزلة الشيخ الملياردير صاحب القنوات الفضائية والاستثمارات الضخمة الذى ظل ساكتا عن الحق طيلة العهد البائد، بل كان مناصرا للنظام البائد، واستيقظ الآن مع أشباحه ليزأر و(يحلقم) خوفا على الشريعة ويهدد باستخدام (كل الوسائل)، بينما الحكم العسكرى ساكت، بل لم يسأله عن مصدر ثروته الطائلة رغم انه كان شخصا عاديا وصار فجأة من كبار الأثرياء خلال العهد البائد ككثير من زبانيته الذين كانوا من الحفاة العراة فتطاولوا في البنيان، ولم يجدوا من يسألهم عن هذا التطاول، وليت المهزلة توقفت عند هذا الحد، ولكن يجتمع الحكم العسكرى بهذا (الشيخ) وامثاله ومجرمى النظام البائد ويستمع إليهم، ويتبنى آراءهم!!
* دعكم من هذا وتأملوا فقط عدد المعتقلين من عصابة النظام المخلوع حتى يتبين لكم حجم المهزلة التى نعيشها .. تخيلوا ثلاثون فقط هو عدد المعتقلين من عصابات النظام المخلوع التى ظلت تحكم وتقتل وتسرق وتعيث في الارض فسادا ثلاثين عاما كاملة .. ثلاثون فقط، وأخشى أن نصحو يوما ونسمع بوجودهم خارج البلاد او هروب زعيمهم من السجن !!
* كل تلك وغيرها من المهازل سكتنا عليها، انتظارا لانتقال السلطة الى الشعب والشروع في إزالة الدولة العميقة ومحاسبة المجرمين وإعادة البناء واستعادة الكرامة، ولكن يصر الكجر على مواصلة مهازلهم فيعتدون على الثوار ويمارسون القتل ولا يجدون الجرأة ليعترفوا بجرمهم فليصقونها بشبح، ثم يتملصون عن المفاوضات بذرائع واهية يظنون انهم يستطيعون بها التمسك بالحكم، إعتمادا على ريالات لا تغنى ولا تسمن من جوع، ودوشكات لا تخيف إلا من يعتقد أنها التى تعطى القوة والرجولة، وليس العزيمة والايمان بحرية الوطن وكرامة الشعب!!
* محزن جدا أن يرى الناس سفراء الدول الغربية يجلسون بينهم، يسألون منهم، يؤازرونهم، ويقفون معهم في قضيتهم العادلة، بينما يطلق عليهم بنو جلدتهم الرصاص، ويدهسهم الكجر، ويتآمر عليهم الأعراب !!