في الهدف
أبوبكر عابدين
* وتمر الايام والشهور وحوار الطرشان مع اذناب الكيزان مستمر دون طائل ولاحتى رؤية لمستقبل زاهر!!
* حدث التغيير تحت ضغط الثوار المستمر .. الشعب يريد تغييرا جزريا يطيح بالنظام السابق الفاسد ، بيد ان ادوات اسقاط النظام عاجزة والتي هي متمثلة في المجلس العسكري بكافة صوره لأنه ببساطة جزء من ذات النظام والذي استمر حوالي الثلاثين عاما.
* تجمع المهنيين والقوى الثورية الاخرى سعوا سعيا حثيثا من أجل ان يقوم المجلس العسكري بواجبه المناط به ويعود لثكناته واحلال السلطة المدنية مكانها الطبيعي في قيادة البلاد ، بيد ان ذلك نفسه لم ولن يتم في ظل تلك المماحكات والمطاولات !!
* تدخل الوسطاء والعقلاء من ان اجل طي صفحة التسويف واعلان الحكومة المدنية حتى يتفرغ الجميع لبناء ماتم تدميره خلال الثلاثين عاما التي مضت ولكن ..
* واهم من يظن ان المجلس العسكري يتصرف لوحده دون ضغوط من الخارج ، وواهم ايضا من يظن ان عملية التغيير قد تمت بعيدا عن ايادي المخابرات المصرية ومحورها( السعودي والاماراتي) !!
* اذن المسألة غاية في البساطة فأن قادة ذلك المحور الذي ساهم في اسقاط النظام ودعم المجلس العسكري ماديا وعينيا وعسكريا فانه بلا شك سيطالب بالثمن وتطبيق رؤيته في شكل النظام الجديد والحكومة المرتقبة ويتضح ذلك في تذبذب اراء المجلس في المفاوضات والتطويل في حسم كثير من الامور !!
* محور( السعودية الامارات مصر) هو صاحب الكلمة الان وهو سبب التأخير في اعلان الحكومة والتوصل الى حل ، وبالتأكيد فان لهم رؤية ستراتيجية تحقق مصالحهم في المنطقة ولذا فان وجود قوى اليسار ( البعثيين والشيوعيين والناصريين) بجانب القوى والحركات المسلحة كل ذلك غير مرغوب فيه ولذا فان العمل جار للتخلص منهم وتكوين حكومة مرضي عنها من ذلك المحور والي يستظل على المستوى العالمي تحت المظلة الأمريكية في مقابل المحور الاخر والذي يضم(قطر تركيا ايران) تحت المظلة الروسية.
* الخطة الثانية هي محاولة الانقلاب على قوى التغيير والتجمع المهني وكل الاجسام التي تضم اليسار والقوى المسلحة وغيرها وضرورة رسم خارطة جديدة تكسب دعم سلاح تلك القوى في الحشد الجماهيري في القيادة العامة والذي يشكل وسيلة ضغط قوية بيد التجمع وقوى اليسار والقوى الوطنية الحليفة في مقابل القوى الاخرى والتي التحقت بالحراك مؤخرا ومعظمها كان مشاركا بصورة من الصور النظام البائد .
* بالامس اكتملت صورة المؤامرة واضحة جلية بدات بزيارة مريم الصادق المهدي للامارات ثم اعقبتها تصريحات والدها الامام الصادق المهدي والتي جاءت محبطة ولكنها متوقعة من رجل اكد موقفه من الثورة منذ البداية في تصريحاته اياها والتي كانت مثار دهشة الشارع السياسي على شاكلة ( بوخة مرقة ودا ما وجع ولادة) في اشارة الى ان موعد الثورة واسقاط النظام لم يحن بعد !!وغيرها من العبارات التي لم تعجب الثوار ، ذلك هو الامام الصادق المهدي الذي يلعب على كل الحبال منذ فجر تاريخه السياسي وصدقت فيه مقولات ( الشهيد الشريف الهندي وحتى جعفر النميري الذي وصفه بالكاذب الضليل!!)
* مخطئ أيما خطأ من يظن ان النظام السابق قد استسلم وراح لحاله ، وان محور ( قطر ايران تركيا) قد رفع الراية وضحى بحلفائه ( نظام الاخوان المسلمين) ولكن الصحيح انهم يعملون على اعادة النظام في صورة جديدة يقبلها الشارع بعدما فاحت روائح فساد نظامهم السابق وفقد مبررات بقائه وبالتالي جار العمل لانتاج انقلاب جديد يعيدهم للسلطة وفق رؤى جديدة ، لم يغادروا المشهد السياسي حتى الان وتلكؤ المجلس العسكري في اقصائهم سمح لهم بفترة زمنية جعلتهم يلتقطون انفاسهم ويرتبوا صفوفهم مستفيدين من اموال كثيرة ومواقع يحتلونها حتى اليوم بكل أسف.
* اذن السيناريو المتوقع هو محاولة خلق واقع جديد ينتج نظاما جديدا مرضي عنه من الامارات والسعودية ومصر يحقق مصالحهم الداخلية والخارجية ثم التفرغ لمقارعة المحور الثاني مع ابعاد قوى اليسار والحركات الوطنية الاخرى عن الطربق .
* ياترى هل يستطيع الصادق المهدي ان يشق صف قوى الحرية والتغيير واضعافها وفض الاعتصام الجماهيري ؟؟
* الانتباه واليقظة لما يقوم به اعداء الثورة والديمقراطية والحرية في الداخل والخارج عو ضمانة النجاح والرهان على المجلس العسكري بشكله الراهن لن يحل الازمة ولن يوصلنا الى بر الامان ولذا فان المعركة القادمة هي الاصعب ولن تكتمل فصول الثورة والنجاح الا بابعاد القوى الظلامية واعداء الحرية والعدالة والديمقراطية عن الطريق.
* فاصلة اخيرة وتتعلق بالصراعات او الاختلاف في وجهات النظر على الاقل في هذه المرحلة غير مرحب به .
* شبكة الصحفيين كيان نشأ في ظرف معين وناضل وقام بادوار بطولية لا ينكرها احد ، وعلى الجانب الاخر هناك نقابة الصحفيين الشرعية والتي حلها النظام البائد في ١٩٨٩م شأنها شان كل النقابات الاخرى (العمال والاطباء والمعلمين والسكة الحديدالخ..) فالشئ الطبيعي هو عودتها من جديد وان تستوعب كل ابناء المهنة ولذا فان التمرين الديمقراطي الذي قامت به مجموعة مقدرة من الشبكة واخر من قبل النقابة الشرعية والحوار حول الوحدة هو السبيل الوحيد لضمان قوة الثورة والعكس صحيح في تعدد المنابر والانقسامات والذي هو عامل من عوامل الضعف والانكسار ، نتمنى صادقين عودة الجميع للوحدة داخل اطار النقابة الشرعية .