من المنتظر أن يعلن تجمع المهنيين، وقوى التغيير اليوم الأحد أسماء أعضاء المجلس السيادي المدني، ورئيس الوزراء القومي للفترة الانتقالية، ومن المتوقع أيضاً أن يثير الإعلان المرتقب جدلاً واسعاً في الساحة السياسية، ويفتح الباب لخلافات بين مكونات المسرح السياسي السوداني ، هذا السيناريو المُحتمل بنسبة كبيرة إذا لم تتدارك القوى السياسية المشاركة في الحراك الثوري حجم المخاطر التي تنجم عنه، سوف ينسف كل المكاسب التي حققتها ثورة 19 ديسمبر، لذلك تصبح الكرة اليوم في ملعب التجمع وقوى التغيير والثوار، فإما أن يدفعوا البلاد الواقفة على حافة الانزلاق نحو الهاوية، وإما أن يسدوا كل الذرائع التي تتأهب الأجندة الشريرة للتسلل عبرها، فهل يعي التجمع وقوى التغيير حجم الخطر الذي يمكن أن يدفعا البلاد نحوه بقصد أو بدونه، وهما يتصارعان مع آخرين على سلطة انتقالية مدتها سنتان على الأكثر…
قوى خارجية وداخلية، سياسية وعسكرية الآن تقف بالمرصاد تنتظر لحظة فشل قوى الحراك الثوري واختلافها لتجد مبرراً لفرض واقعٍ جديدٍ على الأرض بحجة منع الانزلاق والتفلت..
إذا فشلت قوى الحراك الثوري واحتدّ بينها الخلاف، فإن سيناريوهات كثيرة محتملة ستترتب على هذا الفشل منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: انقلاب عسكري ثالث بدواعي منع البلاد من الانزلاق، وربما رابع مضاد، وربما سيل من الانقلابات بصورة أو أخرى.
ثانياً: تدخلات إقليمية ودولية بصورة أكبر ومكشوفة في إطار السباق الدولي القائم على حماية المصالح الدولية والإقليمية.
ثالثاً: تصاعد الفوضى والانزلاق الأمني على نحو يحمل الأمم المتحدة على التدخل العسكري تحت لافتة حماية المدنيين.
رابعاً: محاولة بعض الحركات المسلحة تعزيز مواقفها السياسية، وقبضتها الأمنية من خلال احتلال بعض المناطق الطرفية وتهديد العاصمة على غرار سيناريو حفتر في ليبيا.
خامساً: عودة النظام المخلوع بشكل أو بآخر متسللاً تحت الأجواء الملبدة بالغيوم، خاصة وأنه لا يزال موجوداً في كثير من مؤسسات الدولة الحساسة…
هذه السيناريوهات الشريرة أعلاه لا يمكن قطع الطريق أمامها إلا بثلاث وسائل أساسية:
(أ) التوافق السياسي بين قوى الحراك الثوري، لتفويت الفرصة أمام أصحاب هذه الأجندات التي تتقاطع مع مصالح الشارع السوداني ومصلحة البلاد العليا.
(ب) ترسيخ الوعي بالمخاطر المحدقة، والرهان على وعي الشباب والشارع ، فهو الورقة الفاعلة في ممارسة الضغوط لصالح الاستقرار.
(ج) تعزيز الثقة في القوات المسلحة والرهان على قوميتها وتجنب أية خطوة من شأنها إضعاف هذا الإرث العظيم الذي حاول النظام المخلوع تشويهه وتجييره لصالح فئة معينة، إلا أن قوات شعبنا المسلحة أثبتت أن المحاولة البائرة والتي استمرت ثلاثين عاماً لم يقبض أصحابها إلا الريح. أعود وأقول إن الكرة في ملعب قوى الحراك الثوري الآن، فإما أن تمضي بنا ومعنا إلى الأمام وتتخطى حقول الألغام بحكمة ودراية، وإما أن تبدأ هي بتفجير الألغام بوعي أو بدونه… اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.