* هل يدري سعادة الفريق أول هاشم عثمان الحسين، والي ولاية الخرطوم، ما يحدث في محلية شرق النيل من الناحية الأمنية؟
* هل يعلم أن تلك المحلية المنكوبة، باتت موبوءةً بجرائم القتل والسرقة والنهب المسلح، والمتاجرة في الخمور البلدية، وأن السكن العشوائي تفشى في غالب أحيائها، وأن مضابط شرطتها، سجلت )21( جريمة قتل في أقل من ثلاثة أشهر؟
* قبل أيام شهد حي دار السلام المغاربة جريمة قتلٍ بشعة، وقعت إثر مشاجرةٍ، نشبت في أحد مطاعم المنطقة، وسدد فيها أحد المتهمين طعنةً نجلاء للمجني عليه، أودت بحياته، ليأتي الرد من ذوي المغدور، باستهداف أماكن سكن الجنوبيين على الشريط النيلي، وبعض المساكن العشوائية، وتدميرها وحرق عددٍ منها انتقاماً لما حدث.
* أصبح الشريط المحاذي لجسر المنشية )من ناحية شرق النيل( مرتعاً لمعتادي إجرامٍ، يستهدفون مَن تتعطل سياراتهم في شارع الجسر، فيهجمون عليهم من منطقةٍ تعج بالسكن العشوائي والأشجار الكثيفة، ويهددونهم بالسلاح، ويسلبونهم ممتلكاتهم عياناً بياناً.
* قبل أسبوع من الآن وقع ابني الأكبر وأحد أصدقائه ضحيةً لجريمةٍ مماثلةٍ، عندما تعطلت السيارة التي تقلهما، في شارع الجسر، فهجمت عليهما عصابة مكونة من خمسة أفراد، هددتهما بأسلحة ٍبيضاء، وسلبتهما مالهما وهواتفهما، قبل أن يختفي أفرادها بسرعة في المنطقة المجاورة للجسر الملغوم.
* لم تفلح الشرطة في حل طلاسم الجريمة حتى اللحظة، وفي قسم شرطة الجريف شرق، علم المجني عليهما أن عدداً مقدراً من بلاغات النهب المسلح تم تسجيلها في المنطقة نفسها، وأن غالبها قُيِّد ضد مجهول، لأن الجناة يأتون إلى موقع الجريمة ممتطين دراجاتٍ نارية، يخبئونها بين الأشجار، ويضربون ضربتهم، ثم يهربون بسرعة.
* خلال الشهور الماضية شهدت بعض أحياء المحلية زحفاً كبيراً من أجانب يقيمون في مساكن قيد التشييد، ويتاجر بعضهم في الخمور البلدية.
* كانت المحصلة ارتفاعاً ملحوظاً في جرائم القتل وسرقة المنازل والنهب، التي تقع أحياناً في منتصف النهار، باستخدام دراجاتٍ نارية، يُستعان بها في خطف حقائب النساء، والاعتداء على المارة، وكسر زجاج السيارات المتوقفة أمام المنازل.
* الوضع الأمني بمحلية شرق النيل في غاية التردي، على الرغم من الجهد المقدر الذي يبذله سعادة العميد الفاضل جميل، مدير شرطة المحلية، ونظن أن ضعف قدرات غالب أقسام الشرطة الموجودة في المنطقة لعب دوراً في عدم قدرتها على أداء دورها بالمستوى المطلوب، سيما في الأحياء الجديدة، التي تشهد إقامة عدد كبير من الأجانب فيها.
* العبء الذي يقع على قسم شرطة الجريف شرق مثلاً يفوق طاقته، ولا يتناسب مع عدد الجرائم التي تُسجَّل فيه، ونظن أن القسم المذكور يحتاج إلى دعمٍ بالأفراد والمعدات والسيارات، كي يتمكن من أداء دوره، ومواجهة الجرائم المسجلة في دائرة اختصاصه، سيما المقرون منها بالقتل والنهب والأذى الجسيم وصناعة الخمور البلدية والمتاجرة فيها.
* توقعنا أن يتم تنظيم دوريات راتبة في المنطقة المجاورة للجسر، وإعداد )كمائن(، تستهدف ضبط معتادي الإجرام الذين يعربدون فيها كيفما شاءوا، بعد أن تعددت تفلتاتهم وتنوعت، وجأر الناس بالشكوى منها، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة.
* مطلوب من والي الولاية ومدير شرطتها، ومن معتمد شرق النيل، الأخ الدكتور الناجي محمد علي، المزيد من العناية بالحالة الأمنية المرتدية في المحلية، بعد أن تعددت مصائبها، وتواترت جرائمها، وصار بعضها مُركَّباً، يؤدي لإزهاق الأرواح، وتتبعه مساعي انتقام، تؤول إلى ضربٍ وحرقٍ وتحطيم.