يازول…. اتعبتنا
محم العرب
كيف يكون الوصف والأقلام خجلى والتاريخ ينتظر ما سيُكتب على جلده من مآثر وبطولات لابناء السودان ، أهلا بالسواعد السمر في سوح الوغى ، واهلا بمن رد العدوى لما بغى ، رافقت جند السودان في معارك الشرف في يمن عروبتنا ، جيش المكبرين ، لقد وضع الجندي السوداني قواعد جديدة لعقيدة القتال وفن ادارة الحروب ، حساباته فيها لا عودة الا بنتيجتين حتميتين الشهادة وقوفاً او الانتصار ليتبعه سجود شكر.
ثقة بالله عالية غالية ، جزء من عقيدة المقاتلين السودانيين البواسل ، نعم يا جند الله في الارض ارى التوغل في عمق اراض الانقلابيين كالبرق اللامع، ارى أنكم ما نفرتم الا لأمر جامع، وها انا ابصر النبض من نياط القلب يلون بالنصر جبهات ومواقع ، صدر الجندي السوداني لم يكن ضد الرصاص ! انما جعله الله ردماً للمدافع ، لم القي بالاً وانا انتقل من جبهة لاخرى لاشهد وقع معارك النصر، لم يدر في خلدي ابدا ان الذي اشاهده الان هو من ملاحم هذا العصر !
ارى في عيون هؤلاء صدق الصحابة ولم اجد بين الاقدام حركة متثاقلة الى الارض!
ولم اجد في صولاتهم الا عطر البارود المختلط بعرق الجهد ويعلوها تكبيرات المنتصرين !
قالوا عرق التدريب يقلل من دماء المعركة فوجدت الدماء تبذل رخيصة والعرق يلون الوجوه غيره ولا سجود الا لله على ارضه!
يالكم من صناديد ادخلتم “حرب الغيرة ” في مصطلحات الحروب الحديثة: حرب الغيرة سادتي يعني افنى ولا أُذل ، رجال السودان انعم بهم من رجال اتعبتنا يا زول على اي حال.
وبما ان المقال لا يسعف أحياناً فلا بد من الشعر مع اهل البلاغة في المقال والرجولة في النزال:
اضرب يا اسدا اسمر
جعل الحوثي يتبعثر
اضرب فعروق عروبتك
روت الأرض بدم احمر
في باقم كُتبت روايتُك
وجبل الحديد بك تعطر
سمعت في نشيدك الوطني بيتا :
نحن جند الله جند الوطن…
إن دعا داعي الفداء لن نخن
كيف تخن وانت الشراع
على مُتُن كل السفن.
لم يغب عني أدب بشار بن برد عندما قال:
وجيش كجنح الليل يزحف بالحصى وبالشوك والخطى حمر ثعالبه
غدونا له والشمس في خدر امها تطـــــالعنا والطل لم يجر ذئابه
يالهذا الجيش الاسمر العرمرم الذي جعل الجبال تخر تحت عزمه ! و يال الغيرة التي تصعد مع الانفاس في ارض المعركة ويال شهادتي التي باتت بالفعل مجروحة وانا اكتب عن مادة الرجولة الخالصة في زمن ظن فيه الناس ان زهونا قد أفل!
محمد العرب