شهادتي لله
الهندي عزالدين
النظام لن يسقط .. تعالوا للحوار
حالة التظاهر والاحتجاج المستمرة في الشوارع ، بدون رؤية سياسية واضحة ومحددة المعالم ، لن تقود إلى إسقاط النظام .. إطلاقاً .
أتعجب .. كيف لا تفهم قيادات )اليسار( السوداني .. من الحزب الشيوعي إلى حزب البعث بمسمياته المختلفة .. إلى حزب المؤتمر السوداني إلى شباب حزب المؤتمر الشعبي وكوادر الاتحاديين المعارضين ، أنها لا تملك فكرة واضحة لكيفية إنجاز التغيير السياسي ، لو استمرت هذه التظاهرات شهراً آخر ، دون اهتزاز في تركيبة الحكم القائم في البلاد ، وفي الإقليم من حولنا تجربة ثبات نظام “الأسد” لـ)7( سنوات طويلة ، رغم المحارق والأشلاء والدماء !!
“البشير” ليس “الأسد” ولا مقارنة ، فعظمة رئيسنا في إنسانيته المفرطة ، لا في عسكريته الباذخة ، في وجوده المستمر بين شعبه وأهله ، فتجده في أتراح العامة وأفراحهم ، أول المهنئين وأول المعزين .. من غيره من رؤساء وملوك وأمراء العالم من حولنا يفعل فعله ؟!
)“البشير” لا يصعّر خده للناس كبقية جنرالات أفريقيا وحكامها الطغاة( .. العبارة للإمام “الصادق المهدي” قالها لي شخصياً في حوار معه لصحيفة )آخر لحظة( عام 2008م ، وإذا شهد له بذلك زعيم المعارضة ورئيس أكبر أحزابها ورئيس وزراء آخر حكومة منتخبة قبل )الإنقاذ( ، فليس مهماً ما يقوله السفهاء وسابلة الأسافير ورجرجة الناشطين عن الرئيس “البشير” .
إذن .. على قادة المعارضة أن تلتقط سريعاً مبادرة الحوار السياسي في الداخل لإنجاز التغيير المنشود ، وصولاً لانتخابات حرة وشفافة محكومة بآليات مراقبة عصية على الاختراق والتزوير .
هذه هي اللحظة التأريخية المناسبة للتسوية السياسية الشاملة ، وليس غيرها .
أخشى أن تفلت من بين أيديكم ، فلا تجدون لها مثيلاً .
الدعوة مرفوعة بصورة أساسية للسيد “الصادق المهدي” ، واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، وقيادة حزب المؤتمر السوداني ، وبقية القوى الفاعلة في حراك الاحتجاجات .
النظام لم يسقط ..ولن يسقط .. لأشهر قادمات .. هذا ما أستطيع أن أؤكده لكم ، لو أنكم تتوهمون .
2
أعلنت عدد من الدول العربية وقوفها مع استقرار نظام الحكم في البلاد ، فقد أرسلت مصر وزير خارجيتها ومدير مخابراتها خلال هذا الحراك لتأكيد موقفها الصارم في التضامن مع حكومة السودان ، كما أكد عدد من سفراء الدول العربية وعلى رأسهم السفيران السعودي والإماراتي في الخرطوم مواقف حكوماتهم المساند للسودان واستقراره وديمومة أمنه ، وذلك خلال لقاء ضمهم أمس إلى مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” .
يبدو واضحاً أن عدداً كبيراً من دول الإقليمين العربي والأفريقي ، وكذا دول غربية مهمة ترفض فكرة )إسقاط النظام( لتخلفه الفوضى غير الخلاقة ، كما هو الحال في جنوب السودان وليبيا واليمن