ربع مقال
د. خالد حسن لقمان
أيها الإسلاميون .. اتحدوا من أجل الوطن .. !!
.. لست ممن يعتقدون بأن انفراجاً يمكن أن يتم أو أن تطورا سياسياً قد يحدث في هذا البلد إذا ما استمر انقسام الإسلاميين كما هو ، أو إذا ما تطور لمزيد من الانقسامات في كياناتهم الحاكمة أو المعارضة معاً ، أو حتى في قاعدتهم التي يعتبر جلها الآن في حالة من التجمد والتخشب إصابتها على مرحلتين، كانت الأولى في بداية التسعينات عندما رأى البعض من هؤلاء أن جبهتهم التنظيمية تمضي في غير الاتجاه الذي آمنوا به وانحازوا إليه أفراداً مع جماعة عقدية المنهج تهدف إلى إقامة شرع الله القويم بكل صدقية وأمانة وتجرد ، وهؤلاء يمكن تسميتهم بالثلة الخارجة الأولى التي وضعت قلمها على المنضدة وخرجت وظلت طوال هذه السنوات متجمدة تماماً رافضة العودة إلى حبل التنظيم الحركي .. بينما كانت المرحلة الثانية هي تلك التي أعقبت انقسام الإسلاميين إلى جناحي القصر والمنشية، وهؤلاء مثلوا الثلة المتجمدة الثانية التي رفضت الانضمام لأي من المعسكرين، ورفعت من ثم يدها تماماً عن العمل التنظيمي والحركي بل ونأت بنفسها تماماً عن ما يحدث سواءً في الساحة السياسية عامة أو في داخل كيانها الذي انسلت منه وخرجت .. فعلى النقيض من ذلك فإني أعتقد بأن هذا التنظيم الإسلامي القوي لو كان قد استمر وبقوته هذه دونما انقسامات في داخله فإن هذا كان سيفيد الوضع السياسي عامة بالبلاد، بل وكان سيكون في مصلحة وصالح التنظيمات السياسية الأخرى بمختلف توجهاتها من اليمين إلى اليسار، فاستقرار هذا الكيان كان سيحفزه حتماً للعودة إلى نسق الممارسة الحزبية المفتوحة المحكومة بنظم الممارسة الديمقراطية المتعارف عليها، خاصة وأن سجل الحركة الإسلامية في ساحة العمل الانتخابي كان يشير إلى معدلات نجاح قافزة دوماً للأمام للحد الذي كان سيوصلهم وعبر صندوق الانتخابات، إذا ما صبروا قليلاً وأوصلوا حكومة السيد “الصادق المهدي” إلى ميسها، كما كان يريدها الرجل ) من الميس للميس (، إلا أن ذلك لم يكتمل له أبداً .. والمدهش في حال الحركة الإسلامية المتقطعة الأوصال الآن أنها وكأنها قد عقمت من أبناء صالحين يتصدون لفكرة توحيد صفوفها .. هذه هي أزمة الحركة الإسلامية بل وأزمة الوضع الراهن برمته .. فحتى وإن استعصت هذه الحكومة على محاولة تغييرها كما يطمح البعض الآن، فإن وحدة من هم فيها وحولها من الإسلاميين سيوجد وبالتأكيد حالاً أفضل من الوضع الراهن، خاصة على المستوى الاقتصادي المتدهور الآن، وذلك بعد حركة أوبة صادقة تعود بهؤلاء الإسلاميين إلى الطريق القويم عبر تطهير النفوس وتحقيق العدالة الاجتماعية بمحاربة الفساد وقهر الفاسدين ، الذين دمروا اقتصاد البلاد وزرعوا بذرة التفسخ الأخلاقي حتى صار غرسهم الآن غابات سوداء من الانحطاط والسقوط .. نعم أيها الإسلاميون .. هذه لحظة وحدتكم فاتحدوا من أجل هذا الوطن العزيز الغالي بأرضه وأهله ..