أمس انتشر تسجيلٌ صوتيٌّ لقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو حميدتي، على وسائل التواصل الاجتماعي، يتحدث فيه أيضاً عن “مخربين” في هذه الاحتجاجات، لكن من “المسؤولين وليس “المساكين”، على حد قوله.
حميدتي وقبله مدير جهاز الأمن والمخابرات، وكذلك مساعد الرئيس السوداني وبعض الوزراء ومنسوبي الحزب الحاكم، يتحدثون عن مخربين ومندسين يستغلون الأزمة الحالية لممارسة العنف والحرق والتخريب.
الرئيس عمر البشير أيضاً، وخلال زيارته إلى ولاية الجزيرة، تحدث عن “المنتدسين والمخربين” متوعداً بجزهم.
ويبدو مما صدر حتى الآن، أن “المندسين المعنيين” يختلفون من مسؤول لآخر. فحميدتي مثلاً يقصد بالمخربين “بعض المسؤولين”، الذين لا يؤدون واجبهم تجاه المواطنين، ولا يوفرون النقود ويتسببون في شح السيولة، “لغرض وأجندات في نفسهم”، الأمر الذي تسبب في معاناة شبه دائمة للناس.
حديث حميدتي منذ الاحتجاجات هو الثاني من نوعه، فقد كان الأول بياناً صادراً عن قواته، أكدت فيه رفضها القاطع توصيف البعض كأنهم “عدو للشارع والشعب”.
لكن “المندسين المخربين” عند مدير الجهاز صلاح عبد الله يختلفون عن حميدتي، فقد كان محدداً في وصفهم أنهم أفراد يتبعون لحركة عبد الواحد عادوا من إسرائيل واستغلوا الاحتجاجات لممارسة النهب والتخريب والعنف.
ورغم أن عددهم لم يتجاوز 280 فرداً – حسب قوش – تم إلقاء القبض على سبعة منهم، لكنهم المقصودون في الاحتجاجات التي شملت كثيراً من المدن.
الحركات المسلحة اعتبرت الحديث محاولة للتفرقة بين أبناء وطنٍ واحد.
أما مساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم، ألمح إلى بعض “المندسين المخربين” حينما أشار إلى مشاركة عضو مجلس تشريعي في الاحتجاجات، وأيضاً لاثنين من القوات النظامية كانوا بين المشاركين في الاحتجاجات.
الواضح أن هناك إلقاء لوم على الجهاز التنفيذي وأيضاً الحزبي – الوطني – في عدم المتابعة وضعف الرقابة والتسبب في المعاناة والإحباط والاحتجاجات.
فهل يا ترى ستكون الأيام المقبلة حُبلى بالإقالات والاستقالات لإبعاد “المخربين المندسين” سواء كانوا من الحزب أو الدولة؟ أم سيظلون بحسب أقوال بعض المسؤولين موجودين بين المحتجين، لتتم الإشارة إليهم دائماً؟!
والمعروف أن “المندسين” عادةً ما يكونون قلة وسط المجموعات، ولا يؤدون أدواراً قيادية ظاهرة، فإلى متى يُمكن إطلاق الوصف على القلة على حساب الأغلبية؟