صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عيد ميلاد الإمام !!

18

القراية ام دق

محمد عبدالماجد

عيد ميلاد الإمام !!

(1)
> عندما كنا في المرحلة الجامعية ذهبنا لاحد أعيان القوم وسادتهم ، نطلب منه المشاركة والمساهمة في مناسبة طلابية تقام في المنطقة.
> دخلنا على كبير القوم ، وهو بين المريدين له ، يتحلق حوله أنصاره ويستعمون له في تهذب شديد…يفعلون ذلك في طرب كأنهم يستمعون لمحمد الأمين.
> كانوا يضحكون في كل نكاته ، حتى النكتة التي كان يحكيها الف مرة في اليوم – كانوا يمتلكون قدرات هائلة للضحك بعدها.
> رحب بنا سيد القوم بحرارة ، ومن يجتمعون حوله ينظرون لنا شذرا – ظننتهم يحسدوننا على هذا الترحيب الذي لم يحظوا به طوال فترة عملهم معه.
> ونحن جلوس معه كان بعض الشخوص بسترات (مزركشة) ، غريبة الألوان يدخلون عليه ليهمسوا في اذنه ثم ينصرفوا بعد ذلك…وهو لا يرفع نظره نحوهم.
> وجدنا مشقة كبيرة في ان ندخل في الموضوع – فمثل هؤلاء السادة من الصعب ان يسمعوك أو يمنحوك فرصة للحديث.
> كان دورنا كله ينحصر في التعقيب والثناء على ما يقوله.
> قلنا له بعد فترة طويلة من الجلوس معه تخللها الشاي والقهوة والحديث عن محاسن الرجل ومكارمه ، يا كبير القوم نريد منك ان تسهم معنا في احتفالنا الطلابي.
> قبل ان نطلب شيئا ، قال لنا : (انتوا عارفين الأيامات دي ما في سيولة ..يعني ما في كاش) ،عقّب ذلك بضحكة مجلجلة..وللحقيقة وقتها لم تكن هناك أزمة في (الكاش) ، لكن وافقنا على كلامه هذا وأكدنا عليه.
> نظرنا الى (دفتر الشيكات) وهو يقبع على المنضدة امامه ، فسحبه سريعا ولمه لجيبه وهو يقول : (لا أحب التعامل بالشيك ، خاصة في المشاريع الخيرية).
> نظرنا الى (سجادات ومفاريش) كانت تستلف منه في المناسبات الخاصة والعامة ، فقال لنا : (الخميس القادم حاج عوض عنده عرس ابنه …والسجادات والمفارش محجوزة ليه).
> كان يفعل ذلك ويقطع الطريق أمامنا دون ان نتقدم شفاهة بالطلب.
> نظرنا الى (صبارات الشاي والمياه) التي كانت مجمعة أمام عيوننا فقال لنا : (الصبارات دي برضو عاوزها حاج عوض).
> كدنا ننهض لكن عيننا وقعت علي ابنه الضابط الاداري الذي كان يساعدنا على استخراج التصاديق لمثل هذه المناسبات ، فقال لنا سيد القوم : (طبعا ولدي نزل إجازة الأسبوع الماضي).
> صنقعنا ونظرنا الى (مراوح) السقف بعد ان أخذنا نفسا عميقا ، فقال سيد القوم لاحد حيرانه : (يا ولد اقفل المراوح ..الواطة باردة ما عاوزة ليها مراوح). فخرجنا على هذا دون ان ننطق بكلمة واحدة.
(2)
> هذه القصة ذكرني لها ما جاء من مكتب السيد الصادق المهدي امس اذ جاء من مكتب الإمام : (درجنا منذ تكوين مكتبنا في عام 2000 على تنظيم احتفال بمولد الحبيب الإمام الصادق المهدي نهار يوم مولده الموافق 25 ديسمبر، وكنا هذا العام قد أكملنا استعداداتنا لتدشين كتابه بعنوان (الدين والفلسفة) تزامنا مع احتفالنا السنوي الدوري في يوم الثلاثاء الموافق 25 ديسمبر 2018م. لكن بناء على طلب من الحبيب الإمام قررنا رفع الاحتفال هذا العام نظراً لظروف البلاد والهبة الشعبية الحالية. وإننا إذ نسأل الله لشهداء شعبنا القبول، وللجرحى عاجل الشفاء وللاسرى والوطن الحرية، نسأله جل وعلا أن يبارك في عمر الحبيب الإمام ويبلغه مقاصده النبيلة للدين والوطن).
> هذا كل ما يستطيع ان يفعله الإمام في هذا التوقيت …ألا يحتفل بعيد ميلاده.
> وهذا كل ما نستطيع ان نفعله نحن!!.
(3)
> ولا نملك أخيرا إلّا ان نقول للحبيب الإمام كل سنة وانت بخير ونحن في هذا اليوم الذي يصادف عيد ميلاده – الرجل ما زال هو مركزاً للأحداث ، وما زال ينتظر منه الكثير.
> على الأقل وهو وان كان معارضا وخارج دائرة الحكم يبقى القبلة الأوحد للانتقاد والهجوم على شخصه… حتى في قضايا قد لا يكون طرفا فيها.
كل سنة والإمام بخير – دون ان يأمر بإغلاق المراوح!!.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد