نظمت دائرة المهنيين بحزب الامة القومي اليوم السبت منتدى حول الازمة الاقتصادية، حيث أمه عدد من قيادات الحزب والمهنيين يتقدمهم الفريق صديق محمد اسماعيل نائب رئيس الحزب، والاستاذه ساره نقد الله الأمين العام للحزب، والدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي والأستاذ إسماعيل آدم على مساعد الرئيس، ومولانا آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام لهيئة شؤون الانصار، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، وعدد من المهتمين بالشأن الاقتصادي والسياسي، والصحفيين. تحدث في البداية الباشمندس صديق الصادق المهدي مساعد الرئيس ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمكتب السياسي، وعقب على حديثه الدكتور صدقي كبلو القيادي بالحزب الشيوعي السوداني.
فيما قطع خبراء أقتصاديون في منتدي الازمة الاقتصادية الذي نظمته دائرة المهنيين بدار الامة نهار اليوم قطعوا بإستحالة نجاح الحكومة في محاربة الفساد، وقالوا ان سياسات النظام فتحت الباب للنهب الممنهج والفساد والتمكين والإقصاء وتدمير البنية التحتية الدولة من زراعة وصناعة ورعي وخدمة مدنية، ووصفوا محاربة القطط السمان بأنها تصفية حسابات فقط، وقال الخبراء ان النظام ركز التنمية علي نسبة قليلة لا تتجاوز نسبة 5 في المائة مهملا بقية انحاء السودان، وقدر الخبراء نسبة سكان العاصمة بنحو اربعين في المائة من عدد السكان وقالوا ان استهلاك القمح بلغ حوالي اثنين مليون طن، واقترح الخبراء اربع قطاعات للنهوض بالاوضاع الاقتصادية.
وقالت الامينة العامة لحزب الامة القومي سارة نقد الله في كلمتها الافتتاحية في منتدي الازمة الاقتصادية انهم في نداء السودان وقوي الاجماع الوطني وحزب الامة القومي يخططوا للاستفادة من تجربة ثورتي أكتوبر وأبريل لذلك جاءت فكرة السياسات البديلة لاعادة بناء الوطن والتي تشمل كل القضايا السياسية والاقتصادية، وتابعت (لدينا أرادة كبيرة عندما تصبح الواطة تكون لدينا رؤية واضحة ومفصلة كلنا مشاركين فيها لذلك جاءت مبادرة المهنيين بالحزب لاثارة نقاش علمي عميق).
وفي ورقته قال رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الامة القومي ومساعد رئيس الحزب المهندس صديق الصادق ان النظام غير مهتم بحل أزمات البلاد من منظور شامل بل ركز التنمية في العاصمة والشمال النيلي بنسبة خمسة في المائة فقط بينما تعاني نسبة 95 في المائة من الاهمال، وأوضح ان النظام دخل في جحر لن يستطيع الخروج منه بسبب سياساته الاقتصادية الفاشلة، واضاف هناك حيل والاعيب من قبل النظام لتغبيش الوعي حول حقيقة الاوضاع الاقتصادية لكن الازمات تزداد حلقاتها يوما بعد يوم، أردف (الموضوع كبير)، وأشار صديق الي ان الاقتصاد السوداني يعاني من مشاكل هيكلية منذ الاستعمار تمثلت في تهميش الريف واهماله وعدم التوزان التنموي مشيرا الي ان الحكومات الديمقراطية لم تجد الزمن الكافي لمعالجة تلك الاختلالات، وقال ان ناس الانقاذ (شتروها مرة واحدة)، وقال صديق ان البلاد منهوبة وسياسة التمكين أضرت بالبلاد، ووصف المشاركة السياسية لقوي حوار الوثبة بالديكورية، واردف (في ناس بجيبوهم يملوا المنصة فقط)، وقال ان الحكومة غير مهتمة بالقطاع الانتاجي الحقيقي فضلا عن تخريبها للخدمة المدنية وتمكين ناس بدون قدرات وخبرات، ووضعهم علي قمة المؤسسات وقدر ماتم نهبه بنحو مائة مليار دولار، واوضح هناك استثمارات تقدر بنحو 84,6 مليار دولار بجانب قروض اخري لم توظف لخدمة أغراض محددة، وزاد (الحكومة لاعبة بدون دفاع وحارس مرمي كل زول ينهب ذي ماعايز )، وقال ان الحكومة لم توظف عائدات البترول بالطريقة الصحيحة ولما انتهي عهدالبترول (بقت في الصقيعة)، وأوضح المهندس صديق ان محاربة القطط السمان ليس الهدف منها محاربة الفساد بل هي تصفية حسابات، وقال ان سياسات النظام فتحت ابواب النظام للفساد علي مصرعيه، وقال ان اي حديث عن محاربة الفساد (كلام ساكت )، وقدر صديق العجز بنحو مائة مليار دولار، وقال ان عدد سكان الخرطوم في العام 1989م كان حوالي سبعة في المائة من السكان واليوم صار 40 في المائة، وقارن بين استهلاك القمح في العام 1990م الذي كان ربع مليون طن بينما بلغ اليوم اثنين مليون طن تضاعف بنحو ثمانية مرات، وقال صديق ان الميزانية بلا مدلول ولا صلة لها بأرض الواقع، واوضح البنوك قلعت قروش المواطنين حمرة عين، وقال صديق ان التشكيل الوزاري الجديد لن يحل المشكلة، وتابع (حمدوك الله مرقو من الدخول في هذه المحرقة)، واضاف التلاعب الحكومي علي المحاور ومحاولات القفز والتنطط هنا وهناك لن تفلح وقال انهم في نداء السودان اكملوا خطوات مهمة في وضع السياسات البديلة وفي القريب العاجل سينخرط الخبراء في وضع التوصيات النهائية وإستئناف عمل السياسات البديلة ودعا للعودة للاقاليم الستة في حكم السودان بدل الصرف الوظيفي المترهل وقدر صديق نسبة الفقر بنسبة 80 في المائة بالمدن وحوالي 90 في المائة بالريف، وختم صديق حديثه بقوله ان الاوضاع مرشحة للانهيار ومافي اي حلول.
من جهته قال الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني الدكتور صدقي كبلو الجماعة (ديل في اشارة الي الحكومة) باعوا كل شي من البريد والبرق والسكة حديد والمشاريع الزراعية الكبيرة والمؤسسات التعاونية، واضاف هذه المؤسسات تم التخلص منها بجرة قلم وشردوا الكفاءات، وتابع (هناك تخريب ممنهج طال كل شي)، وقال صدقي ان الحكومة لاتفكر في اي شي سوي مصالح الراسمالية الطفيلية، وتسأل كبلو قائلا : اين تذهب دولارات الذهب، واوضح نحن محتاجون لاعاد تفكير ذكي في اعادة تأهيل خطوط السكة الحديد وان تنتقل من مناطق الانتاج الي الاستهلاك والتصدير مباشرة، وأكد صدقي توافق المعارضة والخبراء الاقتصاديين علي وضع برنامج تفصيلي لانقاذ الاقتصاد، واقترح كبلو اربع قطاعات اقتصادية للنهوض بالاوضاع حددها في القطاع العام والخاص والقطاع المشترك اجنبي ومحلي بجانب القطاع