الكيزان ..وحقيقة الدولة العميقة
بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة خنس الكيزان بشكل كامل وتواروا عن الانظار ، فمن لم يفر منهم الي تركيا او يقبض عليه متنكرا في زي امراة او داخل قفص دجاج – لزم الصمت وأوصد عليه باب بيته بقفل من حديد .
الخوف دون غيره هو مادفعهم للتخفي والهروب ، فعلي الرغم من انهم لايشعرون بفداحة ما ارتكبوه من جرم في حق انسان هذه البلاد ولا يشعرون بالندم عليه ، ولا يعتقدون انهم يستحقون العقاب – لكنهم هربوا متوقعين ان تتم معاملتهم بعد الثورة بمثل ماكانوا يعاملون به معارضيهم عندما كانوا بالسلطة من قتل وتشريد وتعذيب ، وهو حدس لم يصدق ، فقد وجدوا من الحلم والرفق واللين مالم يتوقعه اكثرهم تفاؤلا وأقلهم اجرام .
المثالية التي تم التعامل بها من قبل اول حكومة بعد الثورة ، والتساهل الكبير الذي وجده انصار النظام السابق من جانب العسكر أدي الي نمو مخالبهم من جديد ، فبدات وفودهم تتقاطر في رحلات عودة من مهاربهم لما احسوا بهذا الضعف وعملوا علي الاستفادة منه باخبث ما يكون .
ولم يقف الامر عند حد العودة ، بل بداوا بتنظيم انفسهم وممارسة الانشطة وكأنهم ليس حزب محلول بموجب القانون ، فالمؤتمر الوطني الان هو الاكثر تحركا علي ارض الواقع، يعقد الندوات ، ويقيم اللقاءات ، ويجتمع أنصاره علنا علي مرأى من جنود النظام المفرغين بالكامل لقمع الثوار ، والاخطر من ذلك كله اجتهادهم في نشر ثقافة التقليل من الثورة وتثبيط همم الثوار يساعدهم في ذلك حالة اللاحكومة ، ومماهاة العسكر معهم وامساكهم بالعصا من المنتصف دون اخلاص كامل للثورة .
من المزاعم التي يتقن نشرها انصار النظام البائد – أنه وبعد ثلاث سنوات كاملة من اقتلاع حكمهم البغيض لم يحدث اي تقدم في البلاد علي كل المستويات ولا استقرار في الاسواق ، ويسخرون من شعار ( ح نبنيه ) الذي رفعه الثوار ، متناسين أن اياديهم الخبيثة لم تتوقف لحظة عن العبث في كل الملفات ولم تهدا حتي نجحت ( مؤقتا ) في ايقاف حملات استئصالهم التي مارستها لجنة تفكيك التمكين .
من مزاعمهم ايضا رفض مصطلح الدولة العميقة ، فهم يعتبرونها شماعة يعلق عليها كل فشل بعد الثورة ، وهي نقطة ربما نتفق معهم في بعضها ، اذ ان تفسير عبارة الدولة العميقة أنها شبكة من الاشخاص الذين ينتمون إلى تنظيم غير رسمي ، يعمل سرا لتحقيق مصالحه الواسعة ، عبر عناصره الأساسية المتواجدة في مختلف مؤسسات ومفاصل الدولة وأجهزتها العسكرية، والإعلامية، والأمنية . وهو تفسير لا ينطبق بالكامل علي مايقوم به انصار اللصوص ، فوجودهم الحالي في مفاصل الدولة ظاهر للعيان ولاسرية فيه ،بل انه مدعوم من قادة الانقلاب ،و حتي من اقتلعتهم لجنة تفكيك التمكين من مناصبهم المؤثرة اعادهم البرهان من جديد ليواصلوا محاولاتهم المستمرة لايقاف اهداف الثورة .
نقول ، الاجتثاث هو ما يجب ان يتم التعامل به مع المجرمين ، العدالة الناجزة هي ما يستحقه داعمو اللصوص ، الابعاد من الحياة السياسة بشكل كامل هو جزاء الحزب البغيض وانصاره – فهم كما نبت الشياطين تمتد اياديهم بالمضرة حتي وهم يحتضرون …