ﺍﻣﺎ ﻗﺒﻞ –
ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﻲ
ﻫﻞ ﻧﻔﻬﻢ ﻟِﻢَ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ .. ؟
ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺗُﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻴﻪ ﻧﺬﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﺍﻟﺠﻬﻮﻝ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟﻮﻃﻨﻪ ﻭﺗﺮﺍﺑﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺰﻝ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺗﺮﻓُﺾ ﻭﺗُﻌﺎﻧِﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤُﺘﻌﺠّﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺗﻈﻞ ﻫﻲ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻗﻞ، ﻭﺇﻥ ﺑﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺗُﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺑﻤﻜﻮّﻧﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ .
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻭﺗﻨﺨﻔِﺾ ﺃﺣﺎﻳﻴﻦ، ﺗﺘﺤﺪّﺙ ﻋﻦ ﻣُﺨﻄّﻄﺎﺕ ﺗﺘﻢ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻻ ﺧﻼﻑ ﺃﻥ ﺟﻬﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﺭﺧﺒﻴﻼً ﻣﻦ ﺩﻭﻝٍ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣُﻤﺰّﻗﺔ ﻣَﻬِﻴﻀَﺔ ﺍﻷﺟﻨﺤﺔ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻳﺔ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻗِﺒﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤُﻜﻮّﻧﺎﺕ ﺍﻟﺴّﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺳﻴﻨﻔﺼﻞ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺭﻳﺤُﻪ ..
ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ ﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﻰ ﺣﺮﻭﺏ ﻗِﺒﻠﻴﺔ ﻣُﻤِﻴﺘﺔ ﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴّﺘُﻬﺎ ﺍﻷﻟﻮﻑ، ﻓﻔﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺜﻼً ﺗُﺨﻠِّﻒ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ، ﻭﻧﺸﺄﺕ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺩﻋﻮﺍﺕ ﻟﻔﺼﻞ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﺴﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﻊ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ، ﻭﻟﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘَّﻖ ، ﻓﻜﻞُّ ﺟﺰﺀٍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺇﺳﻬﺎﻡٌ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻣُﻬِﺮﺕ ﻧﻀﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺯﻛﻴﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻭﻃﻦ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣُﺘﺠﺎﻧِﺲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻣﻮﺣّﺪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ، ﻓﻠﻦ ﺗﻤُﺮ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤُﺨﻄّﻄﺎﺕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴَّﺎﺫِﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪّﺙ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﺴﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺘﺸﻈّﻲ ﻭﺍﻟﺘﻤﺰﻳﻖ ﻭﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ، ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻟﻪ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻣُﺪﻫﺸﺔ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﺸﻄﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭﺍﺕ ﻭﺩﻭﺍﻉٍ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﻭﻭﺍﻗﻌﺎً .
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﻮﺗُّﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺎﺕ ﻭﻣﺤﻤﻮﻻﺕ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺐ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻮﻏِﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻼﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻢ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣُﺴﺒّﻖ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺗﻤﺮﻳﺮ ﺃﻏﺮﺍﺿﻪ، ﺗﺜﻮﺭ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼُّﺐ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺗﺘﺨﺬ ﺫﺭﺍﺋﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻭﺣﻴﺜﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻧﺬﻛُﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘِﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺟﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﺗﻤﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﻘَﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺒﺒﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﻧﻔﺴﻪ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻘﺎﺗُﻞ ﺣﻮﻝ ﻣﺮﻋﻰ ﺃﻭ ﻧﻬﺐ ﺑﻀﻊ ﺃﺑﻘﺎﺭ ﺃﻭ ﺟﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺃﻏﻨﺎﻡ، ﺃﻭ ﺧﻼﻑ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯ ﺷﺨﺼﻲ .
ﺍﻵﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﺎﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺘﻤﻞ، ﻭﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺇﻥ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺗُﺼﻄَﻨَﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﻭﻣُﻬﻴِّﺠﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭﺷﺎﻣﻠﺔ، ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﺠﺮﻑ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﻳﻨﺤﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ .
ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻧﺘﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺻﺮﺍﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ، ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺻﺪﻯً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﺗﺘﻄﻮﺭ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭَﻟﺖ ﺍﻟﻨُّﺨَﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻭﺍﻻﻧﻔﺼﺎﻝ ﻭﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺃﻭ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺟﻬﻮﻳﺔ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭَﺟَﺪَﺕْ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﻋﻨﺘﺎً ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺳُﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺗﻮﺟُّﻬﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺩﺣﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻤُﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﻣُﻼﻣَﺴﺔ ﺍﻟﺘﻄﻠّﻌﺎﺕ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ