ﺷﻬﺎﺩﺗﻲ ﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻫﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺧﻄﺎﺏ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ؟
ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﺠﺮ ﺃﻣﺲ ، ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺤﻴﺰ ﺃﻭ ﺗﺒﺨﻴﺲ ، ﻛﺎﻥ ﺟﺪﻳﺮﺍً ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ، ﻭ ﻗﺪ ﺑﺪﺍ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﻫﺎﺩﺋﺎً ﻭﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺎً ﻭﻭﺍﺛﻘﺎً ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺗﺼﻞ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻣُﺒﻴﻨﺔ ، ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤُﻄﺎﻟِﺒﺔ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻇﻠﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺤﺖ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ .
ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” – ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﻨﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻣﻊ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ – ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺃﻭ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ . ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﺘﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻤﺜﻼً ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺻﻔﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻪ .
ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﺎﺭﺽ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ .. ﻟﻨﻬﺪِﻡ ، ﻭﻻ ﻧﺨﺎﻟِﻒ ﻟﻨُﺬﻛﺮ ، ﺑﻞ ﻧﻄﺮﺡ ﺁﺭﺍﺀً ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ، ﻭﻧﻄﻠﻖ ﺃﺣﻜﺎﻣﺎً ﺑﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ، ﻻ ﺟُﺰﺍﻓﻴﺎﺕ .
ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ، ﻭﺇﻋﺎﻧﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﺭﻳﺪ ﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ “ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ، ﺑﻞ ﺑﺒﺬﻝ ﺍﻟﻨُﺼﺢ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺤﺼﻴﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ، ﻭﻻ ﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ، ﻓﺎﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺇﻥ ﻋﺠﺰﻧﺎ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻋﺒﺮ ﻧﻔﻴﺮ ﻭﻃﻨﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻨﺘﻈﻢ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .
ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻌﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻫﺘﻢ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﻨﻘﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ “ ﺩﺑﻲ ” ﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ “ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ” ﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ) ﻣﺒﺎﺷﺮ ( ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺃﻭﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣِﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺇﻻّ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻓﻲ “ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ” .
ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻸﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ “ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﺗﺶ ” ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺩﻭﻝ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﺑﻲ ﻭﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ .
ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯﺍً ﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ، ﻭﺗﺒﺮﻋﻪ ﺑﺒﻮﺍﺑﺔ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻛﻲ ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ) ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ (